زراعة الثقة قبل زراعة الكاميرات

مع إجراءات الأمن العام وادارة السير لضبط المخالفين على الطرقات الخارجية والداخلية ، لكننا لسنا مع ان تتحول عملية زراعة الكاميرات في كل شارع الى آلية جديدة لتصيد السائقين والحصول على مبالغ مالية من جيوبهم على شكل مخالفات يتفاجأ بها صاحب المركبة عند مراجعته لإدارة الترخيص .
«الكاميرات في كل مكان» هذا هو الشعار الجديد الذي بدأ يلمس المواطن نتائجه ، لكن هذه الكاميرات والإجراءات التي تقوم بها ادارة السير مشكورة لم تحقق الهدف في خفض معدل حوادث السير السنوي ، بمعنى آخر فإن على ادارة السير البحث عن طرق اخرى غير زرع الكاميرات للحد من حوادث السير .
الجهود التي يقوم بها جهاز ادارة السير كبيرة ومضنية ، لكن هذه الجهود تحتاج الى اسناد من المجتمع ، والمجتمع بطبيعة الحال ينظر الى إدارة السير بأنها أداة للجباية وبالتالي فإن لغة الحوار باتجاهين بين ادارة السير والمواطن تكاد تكون غائبه حتى لا نقول معدومة .
مفهوم الشراكة بين الجهة الحكومية التنفيذية ، والجهة المنفذ عليها لا يزال متواضعا ، ولا يزال ينظر الى الجهات الحكومية بمختلف اتجاهاتها بأنها تنظر لجيب المواطن وتبحث عن طرق، وطرق بديلة للوصول الى جيبه وبشتى الطرق .
لتغيير هذا المفهوم ، نحتاج لزراعة الثقة بين المواطن والمسؤول ، قبل ان نزرع الكاميرات ، وقبل ان نزرع الخوف ، نحتاج الى زراعة الحب والتعاون ، وهو المفهوم المختلف عليه ، وسط فوضى المخالفين وغياب السياسات الحكومية الهادفة لخلق ثقة متبادلة بين المواطن وبينها .
قبل الجباية ، على ادارة السير اعادة قراءة المشهد من جديد ، والدخول في شراكات فاعلة بين المواطن وبينها ، ثم بعد ذلك يأتي مفهوم «الغنم بالغرم والبادئ أظلم « .