السياسيون وسعر عملاتهم

الرئيس التركي مصمم على خفض سعر الفائدة في تركيا قبل الانتخابات المتوقعة بعد شهرين، لدرجة أعلن فيها عن تخوين من يدافع عن سعر الفائدة الحالي، ضاغطا بذلك على البنك المركزي التركي في موجة تكاد تكون غير مسبوقة بحدتها وعلنيتها، ما انعكس على انخفاض سعر صرف الليرة التركية، تماما عكس ما تمناه الرئيس.

تصريحات الرئيس التركي أقلقت الأسواق والمستثمرين، ما أوجب زيارة رئيس الوزراء التركي ونائبه ووزير ماليته لأمريكا لطمأنة المستثمرين، وتلطيف آثار تصريحات الرئيس التركي إن أمكن، لأن استمرارها، يصعّب مهمة رئيس الوزراء وطاقمه الإقتصادي، ويمكن أن يدفع بالأمور لتصبح أكثر سلبية، ويكون الجانب التركي بجميع مكوناته خاسرين.

في الذاكرة الوطنية الأردنية تصريحات صدرت عن مسؤولين أردنيين، سببت أضرارا اقتصادية، كان آخرها تصريح رئيس الوزراء منذ شهور، عندما أعلن أن عدم رفع أسعار الكهرباء سيؤدي لانهيار الدينار الأردني، ما كلّف البنك المركزي في حينه مئات ملايين الدولارات نتيجة زيادة طلب السوق عليها والاحتفاظ بها بدلا من الدينار.

ومنها أيضا تصريح أحد رؤساء الوزارات السابقين، أمام مجلس النواب الأردني، أن الاقتصاد في غرفة الإنعاش، وأنه سيعاني أشدّ المعاناة فيها، وذلك لحمل المجلس على الموافقة على مشروع الموازنة العامة آنذاك.

سلوك السياسيين أينما كانوا معروفة، لكنّ ما هو غير واضح أسبابهم الحقيقية التي تدفعهم للتصريحات، التي ينتج عنها الإضرار باقتصاد بلدانهم وزعزعة الثقة والاستقرار فيها. ويراهنون على أن ذاكرة أوطانهم وذاكرة المستثمرين والأسواق ضعيفــــة، وحبذا لو عرفوا أن الحقيقة عكس ذلك، ليوفـــــــروا على أنفســـــهم الإحـراج ويجنبوا بلدانهم الأضرار، وأن لبحث الأمور الاقتصـــــاديــــــــة أصولا رسختها أدبيات السياسة والاقتصاد معا، وخلاف ذلك له كلف باهظة يدفعها الاقتصاد الوطني وأصحابه.