أمين زيادات يكتب : السجون في الأردن تأهيل للعمل... أم للإرهاب ؟!!
سؤال كبير يدور في عقلي بين الحين والأخر وخصوصاً عندما أرى وأسمع وأتابع عن عدد الإرهابيين الأردنيين الذي يقاتلون في سوريا والعراق وليبا وكثيراً من الدول الأخرى ، وكانوا قبلها بأفغانستان وهم خريجون من السجون الأردنية .
قيادات في القاعدة وقيادات في النصرة وقيادات سلفية وقيادات داعشية وقيادات في عصابات وتنظيمات أخرى كثيرة منها ما هو موجود حالياً ومنها من ينتظر الفرصة المناسبة للظهور على الساحة ، والغريب انهم جميعاً خريجون من السجون الأردنية وهذا ما دعاني أن أكتب هذا المقال .
أولاًً هؤلاء القيادات وليس اولهم احمد فضيل نزال الخلايلة والملقب أبو مصعب الزرقاوي بل هناك الكثيرين قبله ولا انتهاءاً بالسلفي عامر الخلايلة والذي ظهر أخيراً في شريطاً متلفز يهدد الأردن ، وهو بالمناسبة زوج شقيقة أبو مصعب .
فقبلهم العشرات وبينهم العشرات وبعدهم سيأتي العشرات ، وهؤلاء الأشخاص جميعاً كانوا محكومين في السجون الأردنية والغريب في الموضوع أن سبب سجنهم والتهم الموجهة لهم في المرة الأولى لسجنهم لم تكن سياسية أو دينية أو فكرية بل كانت أقول في المرة الأولى قضايا مشاجرات وسُكر وإيذاء وقضايا سرقات وهتك عرض ومقاومة رجال أمن وغيرها من التهم المخزية .
ولكن ما أن دخلوا إلى السجون الأردنية حتى بدأ تفكيرهم يتحول من السُكر إلى تحريمه ومن المشاجرات الفردية إلى الجهاد في سبيل الله ومن هتك العرض إلى جهاد النكاح .
إذاً ماذا يحدث داخل السجون ؟! الذي يحدث من وجهة نظري داخل السجون هو، أولاً شعورهم بالظلم والإضطهاد وهذا الشعور يتحول الى الإنتقام، بالإضافة الى الفراغ الكبيرالذي يعيشه المساجين داخل السجون مع وجود شخص دائماً يعتبر نفسه منظِراً وإِماماً عليهم يعلمهم ويدرسهم كيفية الإنتقام وكيف يطبق الدين من وجهة نظره .
هذا بالإضافة لنظرة المجتمع لهم وهم بالسجن وعندما يخرجون فالمجتمع لا يتقبلهم أبداً ، ناهيك
عن عدم منح بعضهم شهادات حسن سلوك بعد خروجهم من السجن أو مماطلة البعض في ذلك وهذا هو المطلب الرئيسي لإصدار رخصة للعمل أو تقديم طلب بأي مهنة أو وظيفة .
كل هذه الأسباب وغيرها ولدت لديهم فكرة الإنتقام من الدولة وأكبر دليل على ذلك العملية الكبيرة التي كانت ستنفذ ضد مبنى دائرة المخابرات قبل سنوات ولم تنجح وهي من تخطيط السجين سابقا في السجون الأردنية أبو مصعب الزرقاوي ولكنه نجح بعدها بتفجير ثلاث فنادق في عمان.
لا أريد ان أخوض كثيرا في هذا الموضوع فالموضوع كبير جدا ومتشعب جداً ولكني أقول أن السجون في الأردن بحاجة الى إعادة نظر وتأهيل بالإضافة لعمل دراسات عملية وعلميه، لأن أعداد هؤلاء الأشخاص يتزايد من داخل السجون الأردنية وحتى العالمية ، لا أعرف ما هو الحل الجذري ولكن الإختلاط بداخل هذه السجون هو السبب الرئيس، والأهم العدالة في الحكم وعدم الظلم، فالظلم يولد الحقد والحاقد عند الإنتقام لا يعنيه أولاده فكيف يعنيه أولاد غيره .
هذه رسالة لمن يعنيه الأمر لعلنا نتعلم ونتعض.