الوحدة العربية… مستقبل الأمة
من الطبيعي ان تحفز هذه الاخطار والتحديات العرب لمواجهتها-عبر بناء موقف عربي موحد قادر على الصمود في وجه التحديات والأخطار التي تحيط بها. والحكام كما الحكومات العربية، في سائر اقطار الوطن العربي، يتبنون سياسات لا ترقى الى المستوى الذي يمكنها من مواجهة الاوضاع الصعبة والخطيرة التي تمر بها الامة فبعضهم سعى الى الاتفاق الكامل مع سياسة عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى وآثر الاهتمام بالشؤون الداخلية والإنطواء على الذات حتى كادت ألسنة الدمار والفوضى تطرق أبوابهم في حين فضل آخرون عدم الاستقلال في القرار والسعي بأن يكونوا تابعين ومنفذين للسياسات الأمريكية التي في نهاية المطاف لا تراعي سوى مصالها الخاصة في المنطقة ولو على حساب مصالح شعوبها مبتغين الرضى والمساعدات الأمريكية واعتماد سياسات تنسجم مع سياسة هذه الادارة معتبرا ان الولايات المتحدة الامريكية هي القدر المحتوم الذي لا راد له، وهناك نوع آخر من الحكومات العربية ممن اتخذوا مواقف لا تتوافق مع سياسات الادارة الامريكية ومشاريعها واهدافها مما جعل هذه الحكومات العربية عرضة للتهديد بالانتقام لانها سارت على درب رأت فيه الادارة الامريكية انه يعيق تنفيذ مخططاتها وينعكس سلبا بالتالي على تطلعاتها وطموحاتها هذه الداخلية والخارجية.
ما زال في الوقت بعض المتسع للحد من الخسائر والاضرار والنظر الى مصلحة الدول العربية. بدا يتبلور مؤخرا الحديث عن قوة وتحالف عربي والمتمثل في الموقف الاردني الايجابي المطالب بإيجاد قوة عربية موحدة لمواجهة الارهاب والتصدي للمخاطر الخارجية بما في ذلك ما ظهر ولا يزال يظهر من تنظيمات إرهابية علي ظالة ما يسمى بداعش وغيرها. منذ عشرات السنين والمواطن العربي يحلم بأن يتوحد العرب تحت مظلة واحدة والشعب العربي رغم قساوة الحياة وحالة اليأس والاحباط التي يعيشها ورغم معاناته الشديدة من الظلم والقهر الا انه قادر لا زال يملك الطاقات البشرية المؤهلة القادرة علي القيادة والتغيير والانتقال من مرحلة الاتكالية والتبعية الى القيادة من خلال فهناك علي السبيل المثال لا الحصر أعداد هائلة من المنتسبي النقابات المهنية والعمالية والحزبية ومختلف مؤسسات المجتمع المدني قادرة على المساهمة بشكل فاعل في احياء التضامن العربي وفرض سيادة القانون وممارسة الديموقراطية العصرية التي تراعي مصلحة الوطن ومصلحة.
ما يحيط بالأمة من مخاطر وتحديات ربما تكون هي الأخطر منذ مئات السنين، وكل ما يجري فوق ارض الوطن العربي يجب ان يشكل حافزا ودافعا ضروريا للعرب كل العرب، ليتجهوا جادين ومخلصين لتوحيد المواقف بما يجعلهم قادرين على الدفاع عن ارضهم وثرواتهم واستقلالهم وسيادتهم وكرامتهم، ومواجهة كل الاخطار المحدقة بهم، وعلي رأسها القضية المركزية القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني وما يواجهه الأبرياء في العراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا وغيرها من باقي الدول العربية والإسلامية، ناهيك عن الحملات الإعلامية الضالة والمضللة التي تواجهها كثير من الدول العربية مثل مصر والسعودية والإمارات وما يحيط بها جميعا من مخاوف الفتن والفوضى.
كل ذلك مدعوم بالمطامع الصهونية والغربية والتي تهدف الى استمرار الفرقة بين الجسد العربي الواحد على مبدأ فرق تسد وذلك لعلمهم وخوفهم من أن الوطن العربي إذا توحد ونطق بصوت واحد كان بمثابة العملاق النائم الذي اذا اسيقظ لم تصده قوة علي الأرض. هل سيأتي يوم نرى فيه موقفا عربيا موحدا لمواجهة الاحتلال الصهيوني وطرده من الاراضي الفلسطينة الطاهرة؟ هل سيأتي يوم نرى فيه ان كلمة العرب واحدة، ورافضين غير خانعين للقرار الصهيوغربي ؟ هل يمكن ان نرى موقفا عربيا يتمسك بمبادىء السلام العادل والشامل الذي اكدته قرارات الشرعية الدولية واكدت عليه قرارات القمم العربية؟