ارفع رأسك ففي قلبك نسر!
وجه جلالة الملك عبدالله الثاني خطابا للأسرة الأردنية الواحدة أقام فيه عرسا وطنيا في قلب كل أردني وأخذ بيده إلى النور والاستبشار بالخير والمستقبل الزاهر، وقدم فيه خلاصة انتماء وولاء قد نبت منذ القدم في قلوب الهاشميين الأحرار صنعو من خلاله تاريخا مشرفا في حب الوطن وتقديس الأرض وها هم على العهد ماضون، أكد فيه "أن قوتنا ودورنا المحوري في المنطقة والعالم ليس صدفة، بل هو من صنع الأيدي الأردنية المثابرة المبدعة، التي وضعت الأردن على خارطة التميز والإنجاز، ورفعت راية الأردن عاليا في مختلف الميادين".
كما أكد جلالته أننا نقف اليوم أقوياء ، أقوياء بوحدتنا في محيط يموج بالصراعات والنزاعات الطائفية والعرقية، و فوق كل ذلك الإرهاب، ينعم الأردن بالأمن والأمان كأساس للحياة ولا مساومة ولا تساهل في ذلك، فسيادة القانون عماد الدولة الآمنة، الدولة التي نعيش فيها بكرامة متساويين في الحقوق والواجبات ، والكل فيها مسؤول مواطنون ومؤسسات.
ولقد قدم جلالته تعزيزا عظيما لثقة المواطن الأردني بنفسه وثباته و وضع يده على كل جرح أردني وامتص ألمه حينما قال " أعلم وأشعر في كل واحد منكم ؛ همومكم وآلامكم ، طموحاتكم وأحلامكم في ظل أحداث غير مسبوقة تمر بنا اليوم ، أنتم صمام الأمان وخط الدفاع الأول" وعزز مفهوم الشعب الواحد فكل أطياف هذا الوطن ستعيش كما اعتادت بأمان وتكافل مسلمون ومسيحيون نبني مستقبلا واحد أولى أهدافه تحصين الجاليات والعيش الكريم والكرامة المصانة لشعب لا يليق به سوى العيش بكرامة ، اذ طمأن بذلك خوف كل أردني وأبعده عن أي شتات نفسي أو تردد في النظر نحو الأفضل ودعا الشعب الأردني الباسل لكي يختار مستقبله ويبنيه خطوة بخطوة وأن لا ينصاع لمستقبل ظلامي يصنعه الإجرام ويكلله الإرهاب وتشوهاته رغبة منه بمستقبل أردني باهر يشهد له التاريخ والعالم أجمع.
كما راهن جلالته على قوة الأردن وصموده بكل ثبات في وجه كل من راهن على سقوطه إذ أنه أقوى وأكبر من كل ضعاف النفوس الذين يتربصون بهذا الوطن في أي فرصة للنيل منه لأنه يتكل على شعب معدنه هو الأصفى والأنقى والأغلى في زمن كثر فيه زيف المعادن!
فمن كان له مثل هذا التاريخ المشرف والحاضر الواثق والمستقبل الواعد يحق له أن يفخر به، تفاخرا بالعمل لا بالقول ، انطلاقا من إيمان الأردنيين بقدراتهم ، مواطنين واعيين مبدعين مسؤولين ، واثقي الخطى.
فلنرفع رؤسنا سويا، لنفخر بكل شاب وشابة يحقق النجاح ويسمو بالوطن ويتجرع كاس الإخلاص والتضحية لأجله، لكل طفل يردد النشيد ويقف للعلم وقفة عز وشموخ في كل صباح ،بكل معلم يوصل الرسالة وبكل أردني مثابر أمين على وطنه ويالعاصمة العريقة"عمان" التي جمعت أبناء الوطن الواحد وصارت موئلا لكل العرب، فلنرفع رؤوسنا لأجل تلك الراية الهاشمية المرفوعة في كل بقاع الوطن التي احتضنت الملهوفين المشتتين وشاركتهم خيراتها بعد أن تركو أوطانهم مجبرين وكانت الملاذ الآمن لهم.
ارفع رأسك وضع عينك في عين الشمس ولا تمل وجهك عنها ، فمستقبلك مشرق أكثر منها وستحقق الأعظم والأعظم ، أنت من شعب حدوده السماء ولا يعرف من المستحيل سوى أنه لا شيئ مستحيل، أنت من شعب يضحي ويفني نفسه وقلبه دائما على الوطن ، في كل أسرة فيه "معاذ" يفاخرون فيه، ووطن يفاخر فيهم!
ارفع رأسك عاليا ولا تنحني!..فأنت من شعب يقف العالم بأسره احتراما له ولنقائه ..أيها الأردني ارفع رأسك ، ارفعه ارفعه ففي قلبك نسر!