المصارعة !
عن المصارعة
منذ نعومة أظافري وأنا عاشق لحلقات المصارعة ومتابع لها بنهم وقد تمكنت من حفظ أسماء كافة المصارعين أنذاك ، "اندريه جاينت واستيف اوستن وأندر تيكر ، "هوج هوجن" كان بطلي المميز، بينما كان تريبل اتش مجرم بمعنى الكلمة.
لم يكن لدينا وقتها قنوات فضائية كان التلفزيون الأردني يبث حلقة اسبوعية من حلقات المصارعة وكنت أتسمر أمام التلفاز لأشاهد عمليات الطحن والضرب.
أحيانا كنت أحزن على الحكم فهو يتعرض أحيانا للضرب في لحظة انفعال غير مدروسة من أحد المصارعين ، وأحيانا أخرى – وللأمانة- كنت أتشفى به لأني كنت أشعر بأنه "بغاوز" مع اللاعب الآخر.
الشيء الذي كان يمثل لغزا بالنسبة لي ، هو أنه ومع كل الضرب والخبط والتكسير الذي يتعرض له المصارع من خصمه إلا انني لم اكن أشاهد نقطة دم واحدة تسيل منه ، ولا كدمه او آثار للخبط والضرب ، ولا ألوان حمراء وخضراء وزرقاء تحت العيون أو على الوجوه بل حتى لا يمكنك أن تسمع او تتفرس بقراءه الشفاه بانه توجع او صرخ او تأوه، على العكس بات معلوما لدي أن من بتعرض أكثر للضرب في المصارعة هو من ستنتهي المصارعة بفوزه وأنه سيقوم وكأن شيئا لم يمسه وسيهزم خصمه الآخر.
فعلا كان هذا الأمر يحيرني كثيرا ....
قبل أيام وفي حركة غير مدروسة كالعادة ، "خبط" أصبع قدمي الصغير بحافة الطاولة وكالعادة ، "الله لا يفرجيكم كيف صار وضعي" وإلى أين وصل صراخي وكم شخص تدخل لمواساتي والاطمئنان علي.
قبل مدة وفي قسم الطوارئ تم احضار شخص – مفتول العضلات- تعرض للضرب في مشاجرة بسيطة، صراخه "جاب" آخر الشارع ، ويبدو انه احتاج إلى وحدتين دم وسيستغرق مكوثه في المستشفى شهر على أقل تقدير.
أمس قرأت موضوعا عن المصارعة تبين لي من خلاله أن كل حلقات المصارعة التي نشاهدها ليست إلا تمثيليات وأفلام تنتجها WWE ومن والاها تحقيقا للثروة والفائدة المكتسبة من وراء وله العالم الزائد لحب المصارعة.
لا أدري لماذا تبادر الى ذهني فور انتهائي لقرائة الموضوع مشاهد مماثلة ينتجها ال PAR و GOV في عالمنا الصغير.
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com