السياسي في زمن القهر والاذلال


لقد بات الخزي والعار شعار الأنظمة العربية العميلة المتآمرة ضد شعوبها , وبات الأمر واضحاً وجلياً للقاصىي والداني وأصبحت السياسة العربية سياسة ( العهر ) في زمن الكذب والنفاق , وأصبح المواطن العربي مثل الدمية في يد النظام الحاكم لا حول له ولا قوة وليس لدية القدرة علي الإعتراض أو رفض السياسة القمعية التي تمارس ضده , كل ذلك بسبب السلبية الزائدة لدى المواطن العربي وعدم مطالبته بحقه في الكرامة والديمقراطية .
لقد أصبحنا في أعلى درجات القهر بسبب ما يمارس ضدنا من مهانة وإذلال ولكن هيهات هيهات أن نبقي علي هذا الحال , هيا بنا لنتخلص مما نحن فيه ولنتحلي بالجرأة والشجاعة لنحصل على علاجنا بأيدينا وكفانا كسل تحت وطأة وإذلال المرض اللعين الذي توغل بداخلنا , فلقد آن للمريض أن يفيق ويصحو من غفوته وليس هناك سبيل غير ذلك , فلقد أهدرت كرامتنا تحت شعارات كاذبة وآراءٍ مغرضة وأصبحنا في عصر لا نعلم فيه من المُصلح ومن المُفسد .
بالأمس البعيد كان هناك رجالٌ لهم من الحكمة السياسية لإدارة البلاد ما جعل لهم ذكرى عظيمة تروي علي مر العصور ولكن ما نحن فيه الآن هو الفساد والإنحطاط السياسي الذي جعل للصغار كلمةً تعلو على عظمة الكبار , أين هي الإدارة الحكيمة التي تتيح التوازن بين كافة الشعوب وطوائفها ؟ للأسف الشديد بأنها لم تُنتج سوى الفُرقة بيننا جميعاً وبعد ذلك نقول بأننا مستهدفين ! من الذي جعلنا مستهدفين ؟ ألم يكُن السبب الرئيسي سياستنا في إدارة البلاد ؟ ألم يكُن السبب الرئيسي كثرة الفساد ؟ لقد أصبح لدى رجل الشارع العربي ثقافة سياسية قد لا تكون عند كبار المسَيسِين في إدراة البلاد .
نريد نظرة عطف وشفقة على شعوبٍ معدمة من إدارات بها من السلبية ما يكفي لهدمها وهدم كيانها , كيف تكون الشعوب صفاً واحداً بعد أن تمت فرقتها وأهدرت كرامتها بما يحدث من تجاوزات فاقت كافة الحدُود ؟ ألا يعلم الحكام العرب بأن الإنهيار يحدث تدريجياً وبعدها يقضي على الجميع , أم أنهم لا يٌبالون علي إعتبار أنهم مخلدون وأن هذا اليوم لن يأتي وهُم على قيد الحياة ؟
كفاكم كذب وخداع فالمخدوع هو الشعوب وليس أحداً بعينه حتى تمر الأمور ولا يشعر بها أحد , يجب أن يتم التعامل بحكمة مع الشعوب بكافة طوائفها حتى يتم إرساء العدل والإستقرار داخل أمتنا العربية فليس هناك وقت للتسلط والعجرفة فوطننا ليس وطناً لفرد وانما وطناً للجميع , أطالبكم مثل غيري برفع القناع الزائف عن وجوهكم والتعامل مع الأمور بحكمة وموضوعية , وترك الزمام لمن لديهم العقلية السليمة الناضجة لأن ثقافة اليوم طمست ماكان بالأمس .
لقد أصبحت عقولكم بالية لا تقدر على المواكبة والإبداع , نريد أن يتذكر الجميع ممن بيدهم مقاليد الحكم في البلاد بأن لنا أبناء وأحفاد نريدُ لهم المعيشة الكريمة وعدم الهوَان في مستقبل مضيئ , ليس فيه إفساد ولا سلبيات , نطالبكم بأن تجعلوا من أنفسكم ذكرى للإفتخار وليس حديثاً للإحتقار ..