خالي من الرصاص
سَجدنا نحن الاردنيون لله فقط ولم نرفع رؤوسنا يوماً الّا وكرامتنا قد علت حاجتنا وخوفنا ...
في سجلاتنا الاردنيّة الوطنيّة أفواهٌ جياع وعبقرياتٍ ضائعة وحريات أصيلة كُبِّلتْ بأيد رجال تمتّعوا شهوة بديقراطية الغرب الحاقد...ولم يبقى معناً ارهابياً الا وأُسْقِطَ بلا رحمة على جدائلٍ قدَّمت أبناءها شُهداء في ساحات أقصى الاسراء أصبح في دولة باردة المبادئء وَهْم وسذاجة وتهاوى قسورة جريحة بأقلامِ اعلامٍ مُتخلِّف ومتواطئء...
في محاولة أرهابيٍّة أُخرى توجّه مُتسوّل الارقام القياسية الى متجرهِ القديم الذي ابتاعه له جدّه من عجوز فَقَدَتْ بصرها بعد أنْ وقعت وهي شابة عن فرسها الشهيرة (نخوة)... ولا يزال صاحبنا يُمَنّي النّفس أنْ يُلاقي ضالته في ذلك الدكان الذي لم يبقى في زواياه غير علب حلوى فارغة وقطع قماش مهترئة ورائحة جديدة غريبة بين أكوام الفوضى العارمة لم يكترث لها حين رعونته سبقت حاجته...
بقي مناجياً يشكو لصاحب المتجر حاله البائس بعد أنْ أصابه مرض الخوف من المجهول ولا زالت كوابيسه تطارده كُلّما حاول احتضان مخدته النعامية , في الوقت الذي لم يُكْتَب له الشّفاء على أفخر الاسرة الطبية بل أنّ عظمة ألمه أردته أسيراً بين عرافي الشرق والغرب ونفاثات العقد الكافرة...الا أنْ جاءه شيطان اخر يلقنه في منامه أنْ يستردّ ذلك المتجر الذي باعه نظير الشهوة والخيانة والاستعلاء بثمن بخس لذلك التاجر...فلربما كان هذا الدواء..
في حديثه المليء بالخوف أستعرض صفقاته العاطفية واحتباسه الحراري حين لوث بانانيته وطمعه المزمنين فضاء الاخلاق وعاث فساداّ في ارض بكت سذاجة اهلها التي اباحوا ان يقام عليها مقهى ليليّ... في استجداءٍ سخيف كشف كيف ان حياته وعرينه المالي والعائلي معلّق بذلك المتجر ان لم يرده لحضانته..
بعد تفاوض طويل رفض ذلك التاجر ذلك العرض الغرضي وقال من بحبوحة شعره المفضل :على قدر اهل تأتي العزائمُ...
في أرهابنا الخالي من الرصاص مثالا حضاريا كيف تفوقنا على قاطعي الرؤوس وحارقي الاجساد في استجداء الاغلبية الصامتة .... في أرهابنا الخالي من الرصاص رفعنا أرجلنا ولكننا لا محال سنعود قريباً ونرفع رؤوسنا....