إحراق الجثث ليس من ديدن نبينا الكريم


تسعى البشرية جمعاء و رسلها الكرام إلى ترسيخ قيم و مبادئ السماء السمحاء من خلال دور الأنبياء و الرسل في جعل الأمة تسير على وفق المنهاج التي الذي رسمته لهم السماء حتى جاءت تعاليمها بشكل دقيق و تخطيط سليم لا يشوبه الشك من بين يديه أو من خلفه وهنا يأتي الدور البارز و الرئيس للأنبياء و أوصياءهم أو خلفائهم في زرع بذور التعاليم و الإرشادات التي ترغب و تريد السماء تحقيقها على ارض الواقع وقد جعلت لمَن يتبع إرشاداتها الثواب الجزيل و أنذرت مَن يخالفها العقاب الشديد ، وقد جعلت الإنسان مخير بين الجزاءين فأما أن يشكر بإتباعه تلك التعاليم أو أن يكفر بها من خلال الابتعاد عن منهاج السماء ( إنا هديناه النجدين إما شاكراً و إما كفورا) و المتتبع لرسالة الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه و اله و صحبه و سلم) يراها تعاليم في غاية الدقة و ذات نظام دقيق و منهاج ذو تخطيط صحيح لأنها تعد الرسالة السماوية الخاتمة و الشاملة لكل المبادئ و التوجيهات التي سبقتها لذا فقد أصبحت رسالة الإسلام الرسالة الأكثر شمولاً لإحكام الحياة و الواقع البشري فهي قد أعطت دروساً في كيفية التعامل مع مجريات الحياة البشرية في شتى النواحي و الاحدات التي تواجه الأمة و أفرادها حتى يخرجوا من كل طارئ أو مفاجئ لهم وحتى أنها ( أي رسالة الإسلام) قد أحيطت بقيود وأسوار يصعب اختراقها من حيث الافتراء عليها في حالة تحريفها او تزيفها لكي تكون واضحة المعالم و سهلة التمييز لها من المحرفة و المزيفة لكل مَن سول له الشيطان أن يفتري على تلك الرسالة السمحاء . و اليوم يشهد العالم بأسره ما تقوم به المليشيات الإجرامية من أفعال بعيدة كل البعد عن رسالة الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه و اله و صحبه و سلم ) من زهق للأرواح و هتك للأعراض و استباحة الدم و هدم للمقدسات و سرقة للخيرات و التمثيل بالجثث من حرقها و سحلها في الشوارع و كأن تلك المليشيات و أسيادهم من سراق العتبات المقدسة لا يعلمون أن هذه الأفعال ليست من مبادئ و قيم الرسالة المحمدية الأصيلة بل هي من أفعال الشياطين و جنود إبليس اللعين بدليل أنهم يحرقون الجثث و يقولون عطروا أفواهكم بالصلاة على محمد و آل محمد فهل جاء الرسول الكريم بهكذا فعل مخزي طيلة حياته الشريفة ؟؟؟ وهل روى راوية عاصره أو نقل عنه احد من أهل بيته أو صحبه أنه (صلى الله عليه و اله و صحبه و سلم ) كان يحرق الجثث عندما تنتهي المعركة ؟؟؟ فهل يعقل ذلك من تلك المليشيات التي تدعي أنها تسير على سيرة الأنبياء و الرسل و منهاج الصالحين ؟؟؟ و الاخزى و الأمر من ذلك أنهم يتبعون و يفتخرون بذلك لمرجعيات تدعي أنها دينية غير عراقية الأصل فهل أباحت لهم تلك المرجعيات الغير عربية حرق الجثث و التشرف بالصلاة على محمد و آل محمد فعلى أي دليل أو رواية أو آية استندوا بفعلتهم هذه المخزية و المشينة ؟؟؟؟؟ فالواجب الديني يقضي بل يوجب بإكرام الميت من خلال دفنه لا حرقه و إقامة الأفراح على جثته ، ومن هنا نستطيع القول أن المليشيات بمنهجها العقيم الذي لا يمت للإسلام بأي صلة لا من قريب و لا من بعيد فإنها مع أسيادها السراق المجرمين من خلال أفعالهم هذه ليس من المسلمين ولا يدينون بدين نبينا الكريم (صلى الله عليه و اله و صحبه و سلم ) وخير مثال على كلامنا ما شاهدته البشرية جمعاء من وحشية لمدعي التشيع المزيف و أتباع مرجعيات السب الفاحش و جريمتهم النكراء بحق المرجع العراقي العربي الصرخي و أصحابه في مجزرة كربلاء من أبشع صور للتمثيل و التنكيل بتلك المجزرة وما جرى فيها من حرق للجثث و سحلها في الشوارع بل وحتى ركلها بالأقدام و ذكر الصلاة على محمد و آل محمد و سب أصحابها المظلومين و المقتولين بدون أي ذنب أو جريرة تسجل بحقهم سوى أنهم رفضوا الطائفية و التقسيم و الاقتتال الطائفي و التبعية لتلك المرجعيات المتجاهرة بالسب الفاحش لعرض النبي المصطفى (صلى الله عليه و اله و صحبه و سلم ) و أهل بيته و صحبه الميامين فقتلوهم و مثلوا بجثثهم في تلك المجزرة التي يندى لها جبين الإنسانية و التاريخ .
https://www.youtube.com/watch?v=Tl-s9VCZ1rQ

بقلم / احمد ألخالدي