تعديل وزاري؟!

كثيرا ما كانت أم جمعة تحزن على منزلها الذي لا يتكون الا من أثاث رث مما يجعل أبناءها يصابون بحالة صعبة كلما دخلوا المنزل وجلسواعلى شيء من الاثاث وسقط بهم أرضا، فشعور مزعج ان تجلس على شيء ثم يسقط أرضا بك من دون سابق انذار؟
حالات من التذمر كانت تصيب الأبناء كلما تعرضوا لمثل هذا الموقف، وكانت الشكوى تصل لمسمع الام دون أن تحرك ساكنا، بحجة انها لا تملك ثمن أثاث جديد، وعملية الاصلاح للأثاث تكاد تكون مستحيلة لكثرة الاتلافات التي حدثت بها!
لم تجد أم جمعة حيلة لتسكت الابناء فيها الا بأن تقوم بتغير ترتيب الاثاث، فالطاولة المكسورة بدلا من أن تكون بالمطبخ توضع بالصالة، وطقم الكنب بدلا من أن يكون في غرفة الضيوف ينقل للصالون، وطقم الصالون ينقل لغرفة الضيوف، وفراش غرفة الاولاد لغرفة البنات، وفراش غرفة البنات لغرفة الاولاد.
التلفاز كذلك على الرغم من تلفه الا ان مكانه قد تغير، الثلاجة،.. وكل شيء تغير مكانه وبقي كذلك على حاله، فكراسي الكنب بقيت مكسورة، وتلف الطاولة بقي على حاله.. كل شيء كما هو الا انه بغير مكانه؟
عندما رأى الابناء التغيرات التي حدثت في البيت، ظنوا أن هناك تغيرات جذرية وعمليات اصلاح تمت، ففرحوا فرحة.. لكن سرعان ما سيجلس احدهم على الاثاث.. ويسقط به كما جرت العادة أرضا ليعرف ان الاثاث هو.. هو لم يتغير.. لكن مكانه فقط هو الذي تغير.. ببساطة هذه هي قصتنا مع التعديل الوزاري! بفرق بسيط أن ام جمعة لا تملك ثمن أثاث جديد، لكن نحن نملك الخيارات الكثيرة للاصلاح والتعديل.. لكننا لا نريد ذلك.. وابكي عحالك ماتوا من الفساد أمثالك!