الآثار العراقية بين الطمس لتاريخها و هويتها و المطالبة بحفظها و صيانتها
................................
المعروف لدى الأمم العالمية و البشرية جمعاء أنها تفتخر و تعتز و تصون و تحافظ على ارثها التاريخي القديم و تقدس كل ما يذكرها بماضيها العريق القديم و تجعله نصب أعينها وفي الحفظ و الصون وعلى سبيل المثال الآثار و الحضارات القديمة التي تعانق بقدمها مئات بل آلاف السنيين حتى غدت مثار حديث و افتخار الأمم فيما بينها و هذا الافتخار و الاهتمام يبدأ من مناصب رفيعة المستوى كالساسة و الحكام في تلك الأمم إلى أدنى منصب فيها من أفراد و أبناء المجتمع البشري لما تحمله تلك الآثار من سجل حافل بالمواقف المشرفة و القصص التاريخية التي تدرسها تلك الأمم و تعلمها لابناءها من جيل إلى جيل فتجعل الأفراد تعتز و تفتخر بها لكن في العراق و حضارته العريقة فالأمر يختلف كلياً فساسة العراق الانتهازيون بداً منذ عام 2003 و إلى ألان فكلهم شاهد و رأى و سمع بما جرى على الإرث العراقي التاريخي العريق من سرقات و نهب و تحطيم و إخفاء لمعالمها الحضارية و تشويه لصورتها الحقيقية وما آخرها و ليس أخيرها ما حدث في الموصل على يد مرتزقة داعش الإرهابي من تحطيم و هدم و تخريب للآثار الآشورية في المتحف الموصلي متذرعين بحجج و ذرائع واهية لا تمت للحقيقة بأي صلة فإننا لم نرى أو نسمع أي تنديد أو شجب و استنكارٍ أو تحريك لساكن من قبل حكومة و ساسة العراق و كأن الأمر لا يعنيهم وهذه الآثار التي أهينت و انتهكت قدسيتها ليست هي أثار العراق بلاد أقدم الحضارات و أعرقها على الإطلاق وقد التزموا الصمت و اتخذوا جانب السكوت عن تلك الجريمة النكراء لأنهم تعلموا من سابقيهم الفاسدون عندما تحدث مثل تلك الجرائم في العراق فعليهم التزام جانب الصمت و السكوت حيث لا إذن سمعت و لا عين رأت فهل هذا هو عملكم يا حكومة و ساسة العراق ؟؟؟؟ فالجريمة واحدة منظمة فداعش الإرهابي يحطم و ساسة العراق يسكتون ولا يحركون ببنت شفه فها قد أقدما كل منهما على طمس تاريخ و هوية الآثار العراقية العريقة هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فأن من الجدير بالذكر أن أصوات العراقيين الشرفاء لم ولم تسكت عن المطالبة و المطالبة بحفظ و صيانة الماضي العراقي الأصيل و تراثه العريق من آثار و غيرها وكل ما يحتويه هذا الماضي العريق و على رأسهم المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني وما صدر من سماحته في بيانه المرقم (41) تحت عنوان ( آثارنا تربطنا بأرضنا ) بتاريخ 31/3/2007 فقد دعا فيه المرجع الصرخي إلى حفظ و صيانة الآثار العراقية القديمة لما تنسجه من الوحدة بين مكونات الشعب العراقي التي تربطه بوحدته القديمة بالإضافة إلى أنها تكون رمز فخر و اعتزاز للعراقيين و مصدر ثروة و مورد مالي للعراق و العراقيين لو استثمرت بالشكل الصحيح لكن قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي فقد جاءت هذه المضامين للمرجع الصرخي الحسني متجسدةً في بيانه الموسوم ( آثارنا تربطنا بأرضنا ) بقوله : (( فالآثار القديمة يجب صيانتها والحفاظ عليها لأنها تربطنا وتشدنا لأرضنا وعراقنا الحبيب وشعبه العزيز والمفروض أنها توحّدنا لوحدتنا القديمة الأزلية على أرض الرافدين التي تكشفها وتعبّر عنها الآثار القديمة ، فهي فخرنا وعزّنا لأنها تضيف عنصر وأساس قوة لنا ولأرضنا فيصح أن نقول بل الواقع يثبت أن العراق أصل ومنبع الحضارات وأرض الأنبياء وشعب الأوصياء والأولياء الصالحين الأخيار ، نعم عراقنا عراق الحضارة والنبوة والإمامة والولاية الصالحة العادلة ، ولولا الاحتلال وقبله الدكتاتورية ولولا الفساد والمفسدين ولولا العملاء والمنتفعين لاستثمرت الآثار والمناطق الأثرية على أفضل وانجح استثمار ولأصبحت ثروة وطنية كبرى كالنفط والزراعة((.
http://al-hasany.com/index.php?pid=51
بقلم / احمد الخالدي