ما الأردن الذي نريد ؟
سمعنا أن إدارة الجامعة الأردنية تعرفت الى طالبتين من "جماعة تصوير الطلبة" وبصدد اتخاذ إجراءاتها بحقهم ، متابعة للتقارير حول خبر الجماعة التي تضافرت جهودها الباطلة، لتصوير الطلبة داخل الحرم الجامعي وتنزيلها على مواقع التواصل الإجتماعي كعقاب للطلبة الظاهرين بها كرسالة لبقية الطلبة. كذلك سمعنا مؤخرا دعاة دين مسلمين يصدرون فتاوى تصنيف طبقات صوت المطربين، مثل، ستاندرد آند بورز وشقيقتيها. ولنتذكر أن الأردن المنفتح المتنور، استقبل منذ سنوات الداعية الإسلامي المصري، عمرو خالد، المصنف على رأس قائمة أثرياء الدعاة المسلمين، وإقبال الأردنيين والأردنيات على لقاءاته الدعوية، بتذاكر حضور مدفوعة الثمن، ومتابعات مشاهدة قوية لبرامجه التلفزيونية، ولم يتم إلصاق أية صفة فيه، بل تم ترك الأمر لوعي المواطن الأردني والعربي، إلى أن بهت بريقه.
واستعادت ذاكرتي صور خطباء الكنائس باختلاف أسمائها وطوائفها في أمريكا أيام الأحد، حيث كنت أتابع قدراتهم الخطابية والتواصلية على شاشة التلفزيون وقوة تأثيرهم على الحضور الأمريكي المشدوه أمامهم، بأناقتهم ووسامتهم، وكنت أرى دموع بعض الحضور، بينما الداعية يصرخ ويرغي ويزبد، عن النبي عيسى، عليه السلام. في الوقت نفسه، لنتذكر إنجازات المرأة الأردنية في حقل التعليم، ومعاناتها كما الرجل الأردني من بطالة مرتفعة وفقر يعصرهما، ومساهمة شديدة التواضع في سوق العمل وفي المشاركة السياسية. يستحق الأردن الملتفّ حول قيادته، بإنجازاته المستندة إلى قيمه وتراثه، ما يبقي له بريقها وروعة نتائجها ويدفعه لتحقيق المزيد منها، وليس الإمساك به وبمواطنيه، رجالا ونساء وشدّهم إلى عصور الظلمة والجهل، وسبي النساء وبيعهم في سوق النخاسة وقطع روؤس الرجال وذبحهم وحرقهم.
الأردن أكبر من هؤلاء حاضرين وغائبين، بوعي شعبه الذي مازال يضحك على قصة الشيخ عمران المعايطة، رحمه الله، في خمسينيات القرن الماضي لمّا استأذنته مجموعة من رجال الدين المسيحي لبناء كنيسة في قرية المعايطة "أدر" في الكرك، وردّه عليهم: لا مانع من ذلك، لكن خوري الكنيسة منا (من المعايطة).