المرتبك

 

المُرتبك

عمرو موسى  وزير خارجية مصر السابق "1991-2001" وامين عام الجامعة العربية الحالي"من 2001وحتى هذا اليوم"

يتطابق مساره المهني  مع مسيرة التدهور العربي  من قصف وحصار يغداد سنة 91 الى حصار غزة و قصف طرابلس2011  .

 و هو خير من يمثل  حالة الارتباك العربية ونظامها المنهار

فأنت لا تعرف هل الرجل مع الانظمة ام مع التغيير  ام مع الواقف ،!

في العادة يختلف الامر  بحسب  الجغرافيا  وحسب الظرف .

فالموقف في بدايات الثورات غيره في نهاياتها يتغير بتغير الموازين

كذلك قد نتكلم تونس ونصمت في البحرين ونصرخ  في واد .

ايد التخل الدولي ضد القذافي  ثم عارض ثم ايد

ذهب الى ميدان التحرير والثورة قد قاربت اهدافها ليدعوا للحوار  والتعقل!!

فهو إما مرتبكٌ في ساعةِ حسم ، او يحسبُ.. أيهما أبقى وأيهما يذهب جفاء؟ ما ينفعه أوما ينفع الناس؟!

مما لاشك فيه ان إدارة عمرو موسى للنظام العربي المنهار  كانت إدارة سيئة  وفاشلة بكل المعاني

إدارة نأمل الا تنتقل جرثومتها للرئاسة المصرية إذا ما نجح في الانتخابات لا سمح الله

إذ كيف يرأس الرجل دولة ناهضة بفعل ثورة ابنائها وهو الذي  عمل 20 عاما "وزيرا وأمينا" ، في الطبطبة ، ومداراة اصحاب الفخامة وطِوال العمر  وتنفيذ رغباتهم ورغبات من ولّاهم .

صاحب خبرة  طويلة  ولكن في اللاموقف و  اللا عمل.

ففي عهده  غُزي العراق واحتُلّ  وغزي لبنان وغزيت غزة  ..لم تنجح الجامعة العربية في اتخاذ اي موقف جاد يخفف من وطء هذه الاحداث ولم يأخذ هو موقفا يرفع العتب .

كان الرجل دوما مرتبكا بين ولاءه العميق لنظام مبارك  ومن هم وراء مبارك  ومحاولته تخريج اسوأ مايكون باجمل مايمكن ، يعني على قول المثل المصري  "يصنع من الفسيخ شربات".

وصل الامر لدرجة انعقاد مؤتمري قمة  اثناء غزو غزة  واحد لهؤلاء وآخر لأولئك  ولا حدش يزعل ..تماما كما ذهب لميدان التحرير في ربع الساعة الأخير يدعو للتخدير وليس للتغيير؟ وفي الحالين "لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى ".

افضل  تجل  لارتباك عمرو موسى ظهر في دافوس اثناء  المساجلة  أو المنازلة بين نور الدين  اردغان زنكي  وبين شمعون بيرس

حاول الرجل التصفيق ثم تراجع ، ثم لما انسحب اردغان  اطلق لعواطفه العنان ، فصفق ثم انتفض ووقف وسلم على الرجل بكلتا يديه وحاول اللحاق به..  قدَّم رجلا وأخَّر أخرى  ثم تفكَّر ورجع ..ثم توقفْ  مرة ينظر بلهفة العاشق الولهان  الى كرسي لايقدر ان يخونَه ولا يستطيع فراقَه ،  ومرة  يرنو  بحسرة نحو الرجل العظيم لا يقدر ان يكونَه ولا يستطيع لحاقَه ، الى ان أعفاه  "بان" من الارتباك الذي ظهر وبان، واومأ له بالجلوس ..فطاب للرجل النكوص ، استجابة لرغبة "كيمون" بأن يأخذ جانب "شمعون".

ولعل خير وصف بنطبق على موقف الرجل في هذه الواقعة  وصف سورة المدثر للوليد بن المغيرة في مواجهة الحق

إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20 (ثُمَّ نَظَرَ (21(ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22(ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23(فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24)

شاهدو الفيلم

لترو الفرق بين

وقفة العز والرأس المرفوع وجلسة الارتباك  والخضوع .