"معارك الجنوب السوري ..فرضت معادلات جديدة وأحرجت ألاسرائيليين ؟؟"
مع أنطلاق عمليات الجيش العربي السوري وقوى المقاومة الهادفة مرحليآ لتحريربعض المواقع ألاستراتيجية بالجبهة الجنوبية السورية من قبضة المجاميع المسلحة المدعومة من قوى مخابراتية واستخباراتية اقليمية وعلى رأسها الكيان الصهيوني,, بدأ واضحآ ان حركة الجيش العربي السوري وقوى المقاومة بمناطق الجنوب السوري ,,قد أزعجت الكيان الصهيوني ,ومن هنا أصبحنا نسمع بتحليلات الصحف الصهيونية وباحاديث وتصريحات القادة الامنيين والسياسيين الصهاينة ,,ان الكيان الصهيوني بدأ يعد لحرب كبيرة ستفرض وجودها وبقوة على الاقليم المضطرب بشكل كامل ،، ويلاحظ جميع المتابعين لتداخلات وتقاطعات الفوضى بالاقليم ومسار تحركات عجلة الاهداف الصهيونية بالاقليم ككل، ان لدى الاسرائيليين رغبة جامحة بالتحرك عسكريا باتجاه فرض حرب جديدة بالمنطقة وخصوصآ بعد فشلهم بتحقيق الاهداف الاستراتيجية لعملية "الجرف الصامد" الاخيرة بغزة ،وعجزهم عن الرد على عملية حزب الله بمزارع شبعا، ومن هذا الباب يتوقع غالبية المتابعين أن تهرب الحكومة الصهيونية من ازمتها الداخلية الحاليه بالذهاب الى عمل عسكري بأتجاه الصدام المباشر مع الجيش العربي السوري وقوى المقاومة أنطلاقآ من جبهة الجولان المحتل شمالآ.
ومن هنا فقد جاءت مؤخرآ تصريحات وزراء وقاده امنيين اسرائيليين لتصب بخانة التدخل المباشر بمسار معركة الجنوب السوري,,وجميع هذه التصريحات والتحليلات ورسم السيناريوهات تصب بخانة التحرك شمالآ باتجاة ضرب عجلة تحرك الجيش العربي السوري وحزب الله العسكرية واللوجستية,, وفي أخر هذه التصريحات والتحليلات فقد خرج تحليل وتحقيق صحفي للكاتب الصهيوني "عاموس هارئيل ",,نشر بصحيفة هارتس الصهيونية ,,وقال فيه هارئيل "أن هناك اخطار جمة ستواجه أسرائيل بالمرحلة المقبلة ,وأكد ان هناك تقارير أستخباراتية اسرائيلية تؤكد حتمية المواجهة الكبرى بين اسرائيل من جهة والسوريين وحلفائهم من جهة أخرى ,,واضاف ان هذه التقارير الاستخباراتية اكدت ان عام 2015سيكون هو العام الذي سيشهد المواجهات الكبرى ,,وتحدث المحلل الصهيوني عن احتمالية امتداد المواجهات الى مناطق عدة بينها قطاع غزة ,والضفة الغربية ,,بألاضافة الى المواجهة الحتمية كما قال الكاتب على الجبهة الشمالية مع السوريين وحزب الله " ,, هذه التحليلات الصهيونية تثبت ان الجبهة الشمالية ، اي الحدود مع لبنان وسورية ، قابلة للانفجار ،، باي وقت "، ومن هنا يبدو واضحا الان ان الاسرائيليين قد بدأو بالفعل التحضير ورسم سيناريوهات المعركة القادمة مع السوريين وحزب الله ،، ولكن ينتظرون أعلان ساعة الصفر من واشنطن لبدء المعركة.
وهذا مايظهر واضحآ من خلال الاتصالات السرية التي تمت بألفترة الاخيرة ,,بين موشيه يعالون وزير الدفاع الصهيوني ووزير الدفاع الامريكي كارتر اشتون ,,والتي سربت بعض وسائل الاعلام الغربية جزء من تفاصيلها ,,وبينت ان هناك خشية اسرائيلية من احتمالات تطور المعركة بالجنوب السوري لتصبح معركة اشتباك اقليمي واسع ,,وخصوصآ بعد التقدم الكبير الذي احرزه الجيش العربي السوري وقوى المقاومة اللبنانية على "مثلث ريف درعا الشمالي الغربي وريف القنيطرة الجنوبي الغربي وريف دمشق الغربي " فمؤخرآ تركزت الاحاديث والتقارير العسكرية والسياسية الاسرائيلية والامريكية "تحديدآ" في الاسابيع و الايام القليلة الماضية، على تعاظم المخاطر التي ستواجه أسرائيل بحال انجز الجيش السوري وقوى المقاومة اهدافهم بأستعادة معظم المناطق ذات الطبيعة الاستراتيجية ومن بينها "معبر القنيطرة "،وتلال "الحارة والمال " وتقول هذه التقارير والاحاديث الصهيونية " ان تقدم الجيش العربي السوري وقوى المقاومة بشكل سريع بالجبهة الجنوبية السورية تعد نكسة كبيرة لمشروعهم الرامي لاعادة رسم موازين ومواقع القوة بالجبهة الجنوبية السورية,ويهدم جميع الاهداف الصهيونية الساعية لبناء مناطق عازلة بالجنوب السوري وتأسيس مجاميع مسلحة مهمتها حماية هذه المناطق العازلة .
فمؤخرآ صدرت بتل أبيب مجموعة تقارير عسكرية أستخباراتية وتقول هذه التقارير التي اعدها مجموعة من كبار القادة العسكريين الاسرائيليين ويقولون فيها "ان عودة الجيش العربي السوري وقوى المقاومة اللبنانية الى مواقعهم وتعزيز وجودهم وبقوة ,في جبهة الجنوب السوري ,سيكون له تداعيات سلبية مستقبلية على الوجود الصهيوني بالجبهة الشمالية من الاراضي السورية والفلسطينية واللبنانية المحتلة ,وهذا ما قد يدفع الصهاينة حسب تقاريرهم الى الاندفاع مبكرآ نحو مواجهة شاملة مع السوريين وحلفائهم الاقليميين حسب حديثهم ,,ورجحت هذه التقارير الاستخباراتيه ان تقدم اسرائيل على تدخل بري وجوي محدود بسورية بالفترة الممتدة ما بين الرابع من اذار الحالي الى 15من نيسان المقبل ,,ولاتستبعد هذه التقاريران يقوم نتنياهو بمغامرة ما بالجنوب السوري تتزامن مع أقتراب موعد الانتخابات الصهيونية بالسابع عشر من شهر اذار الحالي,,بهدف زيادة شعبيته الانتخابية وكسب اصوات جديدة,,ولكن بعض المحللين الصهاينة اعتبرو ان هذا التحليل قد يكون غير منطقي لان الدخول بحرب مفتوحة ومباشرة مع الجيش السوري وقوى المقاومة قد يكون له نتائج سلبية على حظوظ نتنياهو بالانتخابات المقبلة ,لانها ستكون مغامرة غير مضمونة النتائج,,كما تحدثو .
ختامآ، فقد بات من الواضح ان معركة الجنوب السوري ,وفق منظومة اهدافها الاستراتيجية ,قد رسمت وفرضت قواعد اشتباك جديدة على كل قوى ألاقليم ,,وهذا مادفع الصهاينة وادواتهم بسورية و بالمنطقة وداعميهم بالغرب، للتصميم واكثر من اي وقت مضى على اعلان قريب لبداية المعركة المباشرة بالجنوب السوري،لان تقدم الجيش العربي وقوى المقاومة السريع,باكثر من أتجاه بمحاور المعارك المشتعلة على الجبهة الجنوبية ,قد أثار خشية الصهاينة من امكانية استعادة الجيش العربي السوري وقوى المقاومة لمواقع استراتيجية كثيرة كان الكيان الصهيوني يبني عليها أمالآ عريضة ليحقق من خلالها الكثير من اهدافه الجيو سياسية بسورية ومن هنا سننتظر الاسابيع الاربعة المقبلة على الاقل لتعطينا اجابات واضحة على كل الاحداث المتوقعة بالمستقبل القريب بعموم الجبهة الجنوبية السورية التي ستشهد على الاغلب بمطلع الايام والاسابيع القليلة القادمة حالة تصعيد غير مسبوقة من كل الاطراف ,,فجميع الاطراف اليوم بحالة صراع مع الوقت,,مع أن جميع المؤشرات تؤكد ان الجيش العربي السوري وقوى المقاومة جاهزين للتعامل مع كل الاحتمالات على هذه الجبهة تحديدآ ...........
*كاتب وناشط سياسي –الاردن .
hesham.awamleh@yahoo.com