الفارس الثاني

 

 

الفارس الثاني

 

 

فارس مجاهد صبور ظلم مرتين : الاولى عندما اسره قومه  وانكروه و الثانيه عندما رفضوا ان يخرجوه من سجنهم .

يتكرر التاريخ كثيرا في زماننا الحاضر. إن السجن للفارس الحر هو أشد على نفسه من وقع السيف في جسمه. وهذا لم ينكره شخصيتنا التاريخيه ابو فراس الحمداني.و من امثال ابو فراس الحمداني في وقتنا الحاضر كثر  غير ان حشوه مقالي اسيرة داخل صدري سأخرجها في صدر مقالتي و آمل ان يخرج فارسنا من السجن كما شاء القدر ان يخرج ابو فراس الحمداني.

أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى
ولا فرسي مهر ولا ربه غمر
ولكن إذا حم القضاء على امرئ
فليس له بر يقيه ولا بحر
وقال أصيحابي : الفرار أو الردى؟
فقلت : هما أمران احلاهما مر
ولكنني أمضي لما لا يعيبني
وحسبك من أمرين خيرهما الأسر
يقولون لي بعت السلامة بالردى
فقلت : أما والله ، ما نالني خسر
وهل يتجافى الموت عني ساعة
إذا ما تجافى عني الأسر والضر ؟
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره
فلم يمت الانسان ما حيي الذكر

 

احمد الدقامسه و حاله مثل حال ابو فراس الحمداني مأسور في السجن لا حيلة بيده و لا امر غير ان حال ابي فارس الحمداني افضل حالا منه إذ ان سيف الدولة الحمداني ابن عمه يفتديه كما انه وقع في سجن الروم اما سجن احمد الدقامسة أشد ذلا.

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة      على النفس من وقع الحسام المهنّد

 

كلا فارسينا لهما امهات و فارسنا الاول ابو فراس الحمداني يشتاق لأمه و مرتع صباه و يعظم في نفسه انه لا يرها و يلوع قلبها و هو في السجن :

لولا العجوز بمنبج     ما خفت اسباب المنية

و لكان لي عما سألت     من الفدا نفس ابية

لكــن أردت مـرادها     ولو انجذبت على الدنيه

و أرى محاماتي عليـ     ـها أن تضام من الحميـه

فما بال فارسنا الثاني الذي امضى ضعفي المدة التي امضاها فارسنا الأول ألا يلوع قلبه الفراق والحنين.

لكن إن طال الأمد فالتاريخ سيسجل إنه هو الحر ... لإن للحرية معان كثيرة  وللنضال أشكال كثيره في حين للخيانة شكل واحد.

لو كان ابي فراس الحمداني بقربي الان لود أن ينطق بقصدية شعرية يخلد ذكرى احمد دقامسه واسمها موقريات.