مقاومة التطبيع بكافة اشكالها
مقاومة التطبيع بكافة اشكالها
في ظل الاستيطان الصهيوني والحصار على الشعب الفلسطيني ، ان التطبيع مع هذا الكيان ومؤسساته . مرفوض من الشعب العربي ونؤكد على اهمية مقاومة التطبيع مهما كان نوعه ، لان ذلك سيفتح الباب على الاندماج الاقتصادي والتجاري والسياحي ،وجميع هذه العناوين هي ممارسات تطبيعية مع العدو الصهيوني ، حيث يعني تطبيع الكيان الصهيوني في المنطقة قبول وجوده كحالة دائمة تبررها ذهنية الواقعية السياسية التي يتم تعزيزها في نظام العلاقات الدولية ، ونجاح مسعاه النهائي في انتزاع الاعتراف بمشروعيته من خلال إزالة أي تهديد على كيانه وحصرها في بنود الخلافات القابلة للحل سياسياً ، والمضي معه في شراكات تنهي حالة الصراع إلى حالة علاقات دول تعترف ببعضها البعض وتبحث عن مجالات لعلاقات متبادلة ، وتبقى الخيارات المستقبلية ضمن هذه العملية بالتالي محصورة في أفقها ، ضامنة للمشروع الأساسي الذي أنتجها ، وهو الكينونة الصهيونية المتمثلة في دولة الاحتلال ومشاريعها المستقبلية بعد أن حسمت ماضيها ، وهو ما يعني بالتالي حرمان شعوب المنطقة من حقها في أرضها وفي تشكيل خياراتها الحرة عليها وإقرارها أو دفعها تدريجيا إلى الإقرار بفقدان هذا الحق. ان ما يجري خطير جدا ، لأن ما يجري يحظى بدعم مادي من شرائح النخب الاقتصادية الموكل لها التنفيذ العائد بالربح ، بعد أن تداخلت المصالح الوطنية مع مصالح الاحتلال وتم تفريغ التناقض داخل المجتمع بدلا من التناقض مع الاحتلال ، في ظل هذا الواقع تحديداً ما يحتم على جميع القوى الانخراط في مقاومة التطبيع ان تتبني فكر مقاوم لسياسة التطبيع ، من خلال وضع أدوات مقاومة التطبيع بكافة اشكالها السياسية والتجارية والثقافية مع الكيان ، انطلاقا من هذه القناعة ، التي تتطلب ادوات نضالية تتجاوز المقاطعة كأداة ضغط إلى مربع العمل المبادر إلى الاشتباك ، فكيف لنا أن نعزز من بنائنا الاجتماعي العضوي في المنطقة باعتباره الحاضنة الشعبية المنتجة للعمل المقاوم الفعال ومواجهة بعض اركان السلطة المستفيدين من التطبيع والمؤدي في النهاية إلى تفريغ الجهد من مضمونه. ان مقاطعة اي اتفاقية قد تكون واحدة من ضمن آليات أخرى كثيرة لتحقيق استراتيجية رئيسية في مقاومة التطبيع مع كيان العدو ، وينبغي أن تكون الاستراتيجية هي إنهاء الظلم التاريخي الناتج عن المشروع الاستيطاني الاستعماري الصهيوني ، أي تصفيته ، هذا يتطلب جهداً دعما على المستوى العربي وعلى صعيد القوى المناهضة للظلم والاستعمار والامبريالية ، لأن مواجهة العدو الصهيوني تعني وبالضرورة مواجهة القوى الدولية الكبرى المساندة لها والمرتبطة بها عضويا (وفي مقدمتهم الادارة الاميريكية وحلفائها ، ومواجهة النظام الاقتصادي الاستغلالي الهيمني الذي تمثله (الرأسمالية) لذلك نؤكد على ضرورة مواجهة المشروع الصهيوني والتمسك بخيار المقاومة بكافة اشكالها بما فيها مواجهة التطبيع ، لا الوصول إلى تسويات معه على حساب حقوق الشعب الفلسطيني .
وفي ظل هذه الاوضاع نرى اهمية استنهاض دور كافة القوى واستنهاض طاقات الشعوب العربية وقواها التقدمية والثورية لترفع صوتها لقطع العلاقات ووقف التطبيع مع الكيان الصهيوني ومناهضة المشاريع الصهيونية والإمبريالية والتمسك بعروبة فلسطين والحقوق الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف للشعب العربي الفلسطيني وفي طليعتها حق عودة اللاجئين إلى ديارهم واستعادة أرضهم وممتلكاتهم واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس .
يقلم جمال ايوب