الصحافة ومسؤولية الدولة

يُشبّه لي بولينجر ما يحدث من ثورة تكنولوجية في عالم الإعلام، بما حدث قبل نحو ستمائة سنة حين اخترع الإنسان المطبعة، فكانت علامة فارقة بين تاريخين، ما قبلها وما بعدها، وها نحن بالتالي دخلنا إلى عصر جديد ستصبح فيه الطباعة بشكلها التقليدي جزءاً من الماضي.
ذلك أمر بات معروفاً، فالغيوم التي أمطرت في الغرب وصلت إلينا حاملة معها رياح التغيير العاتية، والزوابع التي لا ترحم، وها نحن نعيش آثار التحوّل من زمن إلى آخر، بما فيه من جراح لن تندمل بسهولة.
وكما قُلنا بالأمس، فإنّ هناك مسؤولية على الدولة من أجل التخفيف من آثار دمار مهنة تتغيّر أدواتها، فالمتضررون آلاف العائلات، ومن أبسط حقوق هؤلاء المواطنين أن تُقدّم لهم الحكومة تسهيلات يتجاوزون من خلالها زمن التحوّلات الصعب، وصولاً إلى التكيّف مع الوضع الجديد.
الصحافة المطبوعة تحتضر، ولكنّها لن تموت بسهولة، وستجد نفسها تتحوّل تدريجياً إلى أشكال جديدة، وفي هذه الأثناء ستظلّ تظهر جراح في الجسد العجوز، وإذا كانت دولة مثل الولايات المتحدة الأميركية، تحكمها قوانين السوق التي لا ترحم، تدرس دعم الصحف، فليس أقلّ من نقوم نحن بذلك أيضاً.