لهذا أصبحت المسيرات والاعتصامات عبثية

اخبار البلد- د. هاني الشبول - اعلنت ما تسمى ب "حركة 15 نيسان" في بيان لها بأنها ستقيم اعتصاما مفتوحا يوم غد الخميس عند الساعة الثانية عشرة ظهر على ميدان جمال عبد الناصر (دوار الداخلية(.

وأهابت الحركة في بيانها، الأردنيين المشاركة في هذا الحراك ، "لإيصال رسالة للحكماء لتدارك حالة انسداد الأفق التي تغلف الأجواء" حسب تعبيرها.

برأيي لقد فقدت المسيرات والاعتصامات مبرراتها بعد ان استجابت قيادتنا لتلبية جميع المطالب الشرعية والمنطقية التي دعت اليها قوة شعبية وسياسية عبرت عنها في مسيرات سابقة.

قيادتنا التقت مع اغلب القوة السياسية في البلد واستمعت الى شكواهم ومطالبهم، ووعدت الشعب بإجراء إصلاحات جذرية تفضي الى تحسين مستوى معيشة المواطن الاردني ، وتعزيز مشاركته في الحياة السياسية ، والتصدي للفساد ومعاقبة الفاسدين. .. أقالة (قيادتنا) حكومة سمير الرفاعي ، بناءا على مطلب شعبي وقوة سياسية ، وعينت حكومة جديدة ضمت في عضويتها قيادات حزبية ومعارضة ، ووجهتها القيام بإجراء إصلاحات شاملة ، سياسية واقتصادية ، تنسجم مع مطالب المواطنين.

وحتى لا تنفرد في إجراء الإصلاحات ، شكلت الحكومة الجديدة لجنة ( سميت بلجنة الحوار الوطني ) مكونة من 52 شخصية تمثل جميع القطاعات مهمتها التحاور والخروج بإصلاحات سياسية واقتصادية وقانونيه ترضي الجميع ، وتأسس لبداية جديدة تأهلنا للاستمرار في انجاز مشروع نهضتنا الأردنية بدون عوائق.

أما دورنا نحن الموطنين هو المساهمة الفعالة في إنجاح المشروع الإصلاحي الجاري من خلال إعطاء الحكومة ولجنة الحوار الوطني الوقت الكافي لدراسة الظروف والبحث عن الأفضل، بدلا من التشويش عليهما جراء قيامنا بالمسيرات والاعتصامات .. كتلك التي ينوي أبناء وبنات قيادات وأعضاء حزب جبهة العمل الإسلامي وأحزاب يسارية أخرى القيام بها عند دوار الداخلية تحت مسمى"شباب حركة 15نيسان".

وعلينا أيضا (نحن المواطنين العادين ) ان ندرك بان مطالبات هؤلاء المعارضة ورؤاهم لا تمس حياة المواطن العادي ولا تحقق له قيمة مضافة في معاشه وحياته ، بل هي مطالبات تخص أولئك وحدهم لبلوغ أهداف شخصية أو إيديولوجية لن يحقق المواطن من خلالها جديدا ، بل قد يخسر دون أن يكسب فهم يسعون لمناصب تفوق مكانتهم وقدرهم . لأن هؤلاء الذين يريدون الزج بالمواطن العادي في أتون مشاكل ومواجهة مع السلطة والتضحية به من أجل أن يصلوا لرغباتهم هم غير أمناء ولا مخلصين للوطن ولا والمواطن.

إن هؤلاء الذين يدعون ويدعمون هذه المظاهرات والاعتصامات ويحركون خيوطها نجد أنهم يريدون تقديم المواطن المسكين ضحية وقرباناً مقابل وصولهم إلى أهدافهم ، ويضحون بمصالح المواطنين العامة مقابل مصلحتهم الخاصة ، فليحذر كل إنسان من الانسياق وراء هذه الدعوات المشبوهة والمظاهرات والاعتصامات غير المسؤولة . ويعرض ذلك كله للعقل وسيرى أنه في طريق مظلم لا نهاية له . اللهم أحفظ أمننا وحقق لشعبنا الخير تحت ظل قيادتنا الهاشمية.