الملك والإقليم وحديث الجيش

يُعلن الملك أن لا هوادة في مواجهة التطرف، والأردن لم يقف متردداً منذ اليوم الأول لحرب الإرهاب، بل مضى مستمداً القوة من القدرة والمثابرة المستمرة على دفع التطرف، ومن عزيمة الشعب المتوحد صفاً واحداً ضد من يحاول أن يمس الوطن بأذى.
أن ينتقل الملك كل هذه السفرات محذراً من التطرف ومن التأخر في حل معظلة الاقليم، ذلك حدث عادي في أجندة أي زعيم ممسك بسدة الحكم، لكن أن يلقى التاييد والثقة والاستجابة، وأن يمد جيشاً عربياً بسلاح لمحاربة التطرف كما حدث مع لبنان الشقيق قبل اسبوع، وكما يحدث في غزة من دعم طبي مستمر، فذلك هو الاستثناء في بلد ظل دوما ذو مقدرات قليلة وفي مواجهة التحديات.
أن يقوم الشعب اللبناني بشكر الملك على تبرع الجيش العربي باسلحة دفاع لنظيره اللبناني، وأن يستذكر اللبنانيون الملك بلغة بالغة الاعجاب بشدته ورده على قوى التطرف في داعش، فهذا أمر اعتيادي من بلد يعاني معظلة تنصيب رئيس له وجاره التاريخي شرقاً في دمشق اضحى ألعوبة بيد الفرس، ولم يبق في ملمح بصره من قمة الشيخ إلا الأردن القوي الصامد، فهذا أمر مقبول أيضاً وتمليه ظروف المرحلة والإقليم، لكن أن يشكر الرئيس المصري في خطاب موجه للشعب،ومن مصر العروبة التي ظل حجم الأردن عقدتها في مواجهة الناصرية السياسية، فهذا هو الاستثناء.
أن يزور الشيخ صباح الأحمد عمان وقبله الملك حمد بن عيسى آل خليفه ويتقاطر القادة والزعماء لعمان من مختلف المستويات في رسالة واضحة على دعم الأردن في حربه ضد الإرهاب، فهذا استثناء بعد أن كان الاردن يعيش في زمن قريب معضلة الأحلاف والتموضع داخلها، وعنوان هذا التموضع هو الجيش القوي والقدرات العسكرية والانضباطية العالية.
أن تلخص سفيرة الولايات المتحدة قوة الدولة بقوة جيشها بقولها:الجيش العربي اصبح ركيزة امنية للعالم اجمع» فهذا اعتراف بقدراتنا وبطبيعة هذا البلد الصغير حجماً الكبير تأثيراً ودوراً، وهو تعبير ونظرة هامة من الفاعل الأكبر عالمياً في السياسة الدولية وهو الولايات المتحدة.
أن يزور الملك الرياض ويقابل خادم الحرمين ويقَرر ما قُرر في الزيارة، وأن تكون أعيننا على الشاشة تتابع خطاب البرلمان وسجالاته مع الحكومة في ذات اليوم للتصويت على الموازنة في تقليد برلماني محترم، فهذا هو التفرد الأردني عربياً واقليمياً، وهذه هو التعبير عن الدولة القوية المستقرة والتي نريدها أكثر قوة واكثر حضوراً في حياة الناس.