ثنائية قهر


ثنائية قهر 

في غزة الحدث الأكبر

في غزة أطفال شهداء.. ونساء ثكلى بما ولدت وبما لم تولد  فالحدث اكبر من الجمهوريات التي تهاوت والتي تترنح .. هناك قتلة امتهنوا قهرنا كما لا يحب الله أن نقهر.. مارسوه علينا جميعا واستهدفوا الرمز واستهدفوا في نخوتنا المقتل..

صدورنا مفتوحة للرصاص.. وقلوبنا  لا تعرف حدا للغضب.. والمسافة بيننا اكبر وأكبر..أيدينا مغلولة في دمائنا ومسيلمة في الضاحية الجنوبية يصيح دعما للفوضى في البحرين (الله اكبر)... في نفس الوقت عمال النارجيلة في عمان ينتفضون لرفع أسعار المعسّل، (وحماس) تلف الشوارع بحثا عن فتى قد خربش على الجدران بأن يسقط الوالي ..

ثائر من ثوار الوطن العربي يرفع صور البرتقالة ويستهجن كيف أصبح الحجم اصغر.. وملخوم في الجزائر يدعو لعزل مطرب الأفراح وجعله قائدا للمخفر.. وخلال مسيرة للعسكر في مصر لتغير لون الرتب على أكتافهم لتحسين المظهر.. كانت دماء الأطفال تصب في المتوسط تستنجد بالوطن الأكبر.. فجاء بيان من (بن علي) يصرح بأنه غير مسئول عن سرقة قفل المقبرة (فمبارك) كان في السرقة منه اشطر..

والي الشام وهدهدها يتغندر.. وقائم مقام بغداد للرقص في (الخضراء) يتزنر.. وحثالة الكون في وطني تجهز الساحة للرقص على أغنية زنقة زنقة للمغفل الأكبر.. وما زال الدم ينزف منا جميعا على أعتاب غزة واقسم الدم بأن قبل الثأر.. لن يتخثر

هي فوضى وهي مذبحتنا جميعا، هي عيبنا من المحيط للخليج ومن الخليج إلى المريخ ولن تترك لنا قبرا لا يقرف حين يحوينا.. هناك في فلسطين أطفالا تقتل لأننا لا نملك وقتا لغير(الجزيرة).

بطل الخلايا النائمة
رأيته كما رأيته..  سفيرا لإبليس في كل الوطن.. مفضوحا كغانية دخلت دار العجزة فالتفت القدم على القدم، مارس التنظير من خلف متراس على ضحايا الزمن..، صاحب الحكاية بدأ بتحديد الثمن.. لجان لتقسيم الغنائم وأفاعي لتخريب الوطن..حاضره وتاريخه صنعا في زواريب طهران لإكمال المشهد ولتصنيع المحن.. همسات ولاة الخراب  له كانت له سند.. (هناك فلسطين تصلح للتجارة.. وهناك العراق لك فيها العبرة وفن الشطارة.. وفي لبنان ستكون لك الإمارة فانطلق غرانديزر..).
     بدأت الحكاية وتلميع البداية فكان شهريار الحي وشايلوك الوطن.. أحداث بلا شخوص ومخلوقات لا تفهم إلا الولاية.. تلك كانت جنوده كتلا تغرق في اللخمة كأشجار نبتت على غير حاجة ونامت بانتظار عودة البطل.. مسرحيات في الجنوب.. ثم خرابا في بيروت فهدفا في البحرين وهدفا في جزر القمر..
وفي ربيع الثورات وزمن الفوضى في الحارات كانت له الغنيمة ومن طهران تأتي المهام والخمس يجمع للرعاة على عجل.. و(حارة حريك) توزيع القطعان في كل الوطن.. قطّاع طرق في لبنان وخلايا تمارس النوم بعين واحدة في اليمن.. من المحيط إلى الخليج ومن الوريد للوريد.. هم هناك.. أشباحه ختم على عقولهم بالبسطار المقدس فأصبحوا بلا ثمن، كانوا هناك وهم هنا، يزرعون موتا ويحصدون دما..تلك طريقتهم في قتل الوطن.. خلايا نائمة بانتظار هاتف يأتي على عجل بأن ( دقت ساعة العمل).

                                                جرير خلف