التهـريب.. ولادة غيـر شـرعية لاقتصاد بديل

اخبار البلد-
 

مسرحية تهريب الدخان غير قابلة لاسدال الستار ،وقائع تهريب بمبالغ ضخمة يتكرر وقوعها بين فترة
واخرى ،وابطالها الحقيقون على ما يبدو يبقون مجهولين ،حيث يذهب بها ضحايا من صغار المهربين والمتمرسين الجدد على هذه الاعمال اللاشرعية.
«الدخان المهرب « يغرق الاسواق ،ويباع على المكشوف ،محال تجارية في عمان متخصصة ببيع الدخان المهرب بكل أنواعه ،لا مفاجأة بالامر أن عرض عليك أنواع من سجائر اجنبية لم تجد يوما طريقها الى الجمارك ،ولا تدخل للسوق المحلي الا عبر بوابات التهريب.
الطلب على الدخان المهرب يسجل نموا مطردا ،وربما ذلك يرتبط بخلل في علاقات السوق ،وغياب الرقابة الجمركية الناشطة والصارمة على الاسواق التي يزدهر بها التهريب ،ولكن يبدو أن تراخي الجمارك أدى لتعدي حدود التهريب كل أمكانات التهذيب والردع والضبط.
مهربون محترفون يطورون ويجدوون اساليب التهريب لادخال بضائعهم بمختلف أنواعها «دخان ومشروبات كحولية وغيرها «الى السوق المحلي ،ظهر ذلك باكثر من قصة تهريب تداولها الاعلام ،وبحسب تصريحات منسوبة لمسؤولين في دائررة الجمارك فان التهريب يزداد بمعدلات تفوق كل الاحتمالات والتوقعات ،وأن ما يضبط منها مجرد «قشة من بحر «.
ويبدو من الارقام المفجعة التي نسمعها عن أعمال التهريب ،انها لا تقتصر على نشاط غير شرعي لتجارة متواضعة ،بل تحول الى أقتصاد بديل وعشوائي ينمو على الهامش ،ويحتضن مجتمعا من التجار والمروجين والمتداولين والعاملين في هذا النشاط الاقتصادي.
ويعد الدخان من أكثر السلع رواجا في عالم التهريب ،وتقدر الخسائر الضريبية للاقتصاد الوطني من أزدهار تجارة تهريبه باكثر من مئة مليون دينار سنويا ،وبالطبع يضاف الى ذلك خسائر ضريبية أخرى تلحق الاقتصاد الوطني من جراء تهريب لمواد وسلع أخرى.
عالم التهريب مكسي بالغموض ومشحون بالاسرار ،والتحدي لا يتعلق بالاردن ،انما هناك مافيات أقليمية ودولية تدير عمليات تهريب عابرة للبحار ،وبالاخص في عمليات تهريب الدخان عالميا ،فهي تتم عبر شبكة أعمالها تدار من خلال دول عديدة في الاقليم وخارجه ،وتتدوال مليارات الدنانير ،وتقوم بالاضافة الى ذلك بتسويق أنواع سجائر «مقلدة ومضروبة».