ليس دفاعا عن الرئيس
أنا شخصيا من الذين يميلون الى إنتقاد حكومة النسور ،ولا أجد فرصة
للتعبير عن رأي الا وأبادر لتوضيح موقفي لكني في حادثة احد النواب التي تهجم فيها
على دولة الرئيس مستندا الى واقعة غير صحيحة وهي تعيين نجله المحامي حسام النسور
مستشارا لاحد للمستشفيات ،أظن النائب جانبه الصواب في هذه الحادثة .
نفهم جيدا أن دور النائب هو الرقابة والمساءلة والمحاسبة ،لكن ان تكون
هذه الممارسة تقف الى جانب الحق والحقيقة وتنطلق من وثائق ومعلومات دقيقة لا
تستند الى روايات عامة ودون إسس،أو مقولات شائعة فالرقابة والمحاسبة تقتضي أن تكون
وفق معايير وإسس وليس قول الكلام جزافا على علاته .
كنا سنكون مع النائب المحترم لو كانت هذه الرواية حقيقية وبالدليل
المطلق بناء على ان الرئيس هو شخصية عامة ومن حق النائب كشف ملابسات قضية يعتقد
أنها تمس جوهر العدالة.
هناك نواب كثر مارسوا حق النقد ومارسوا المحاسبة ومارسوا الدق على أسس
الموازنة العامة وفقا لمعطيات وأرقام مالية تتناقض مع رؤية الحكومة ومع
المعطيات الاقتصادية العالمية والمحلية وعابوا على الحكومة سياساتها الاقتصادية
ومنهجية رفع الاسعار لكنهم مارسوا ذلك من باب الاختلاف لا من باب التجريح .
لذا نكتب ما نقوله اليوم ليس دفاعا عن النسور بل دفاعا عن حق الناس في
الحقيقة كما أن هذا المقال كتب وأعد للنشر قبل أن يتاح للرئيس حق الرد على
ملاحظات النواب ونستمع لما يقول ،حتى لا يفسر أنه من وحي رد الرئيس .
كنا نتمنى لو ان النائب المحترم قدم لنا دليلا واحدا على روايته أو
صارح العامة بما يملكه من معلومات موثقة ،عندها سنكون معه ومع الحقيقة التي
ننحني لها دوما وأبدا، والتي تقدم على كل الاعتبارات .
وفي النهاية ندرك أن نوايا النائب المحترم هي من باب تعزيز دوره
والاستجابة الى مطالب العامة في مناسبة يتوجه فيها بعض النواب نحو مخاطبة قواعدهم ..!