الله واكبر ياوطن ما أجملك .. ما أجملك

 

الله واكبر ياوطن ما أجملك .. ما أجملك ......... نشأت ألمجالي

للكارهين لوطنهم والخائنين ... للمجافين للحقيقة والمفسدين... للباحثين عن المصالح الخاصة والمتربصين بكل ماهو جميل ... اعلموا ان حب الوطن شعور يصعب على الإنسان أن يصفه.. شعورا يمتزج بلحمه ودمه، ويخالط همه وتفكيره.

 فالأرض الأردنية التي يمشي عليها المنتمي  هي وطنه وحضنه الدفيء ، بيد أن هذا الحب لابد أن يترجم عملاً وجهداً يقدمه المواطن لوطنه، وحقوقاً يسعى في المحافظة عليها وصيانتها، كيف لا وحب الوطن فطرة جُبِلَ عليها من كان حبه حقيقي بعيد عن الغش والمواربة و إن هذا لابد أن يترجم ترجمة تسمى بصدق الانتماء، يتجاوز فيها المرء الانتماءات الفكرية، والولاءات المنقطعة.

 

للكارهين لأوطانهم.. ان حب الوطن من الأمور الفطرية التي نشأ وترعرع عليها  المنتمي  فليس غريباً أبداً أن يحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه، وشبَّ على ثراه، وترعرع بين جنباته، كما أنه ليس غريباً أن يشعر الإنسان بالحنين الصادق لوطنه عندما يغادره إلى مكان آخر، فما ذلك إلا دليلٌ على قوة الارتباط، وصدق الانتماء.

 

انه من  اللائق أيها الكارهون لأوطانكم  ونحن نتحدث عن الوطن، وحب الوطن، وحقوق الأوطان، ان نتحدث عنها من جوانبها الشرعية، إذ كلٌّ يتغنى بوطنه من منطلقات تخصصاته ورؤاه وكلٌّ بأسلوبه؛ لكننا نريد أن نتناوله من اعتباراته الشرعية التي قد لا ينتبه لها كثيرٌ من الناس، حتى أن بعض المتخصصين حينما يتناول موضوع الوطن لا تجد في طرحه اختلافاً عن غيره من ذوي التخصصات الأخرى الأدبية أو الإنسانية أو الإعلامية الصحفية أو غير ذلك.

 

الى كارهي الوطن أن للأوطان اعتباراً وأي اعتبارٍ في شريعتنا الإسلامية حينما نطالع الأدلة الشرعية من كتاب الله عز وجل، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القولبة والفعلية والتقريرية نجد أن للأوطان اعتباراً وشأناً، فيكفي أن نُقدِّم بأن حب الأوطان من الفِطَرِ التي توجد لدى الإنسان أياً كان وطنه، وأياً كان هذا الإنسان، فما من إنسانٍ إلا ويتعلق بمسقط رأسه، وبالوطن والبيئة التي نشأ فيها، وترعرع فيها، واستقر فيها، وكل الناس تعتبر شرفها من شرف أوطانها، وتعتبر علوها من علو منزلة أوطانها، وتسعى إلى أن تعلي من شأن أوطانها.

ياكارهي الأوطان ..أن لحب الأوطان ولمنزلة الأوطان في النفوس اعتباراً في هذا الدين  لأنه دين موافق للفطرة، ومع ذلك نجد بالإضافة إلى هذه القاعدة الأساسية إشارات صريحة في كتاب الله عز وجل للأوطان، فالخالق عز وجل قرن حب الأوطان، وحب الأرض والتعلق بها بحب الأنفس، ورتب على ذلك أحكاماً شرعيةً لأننا نقول بأن حب الأوطان متأصل في النفوس، ونقول بأن الإسلام بشريعته وبعقيدته موجِّهٌ لهذه الفطرة.. فإذاً الولاء للوطن يوجَّه في هذا الدين إلى ما فيه خير هذا الإنسان، وإلى ما فيه خير هذا الوطن.

 

أما واجب الدفاع عن الوطن ياكارهي الوطن وجاحدي نعمته وأمنه واستقراره فهو دين في اعناق الكبار والصغار لان الوطن هو المظلة والحماية لكل مواطن فان ذهب هذا الوطن ذهبت الروح من الجسد الذي يصبح مثارا للسخرية ومثارا للتقول والأقوال الشنيعة التي ما اعتاد عليها أي أردني ولن يرضاها سابقا ولا حاليا ولا مستقبلا وكذلك فان ألمواطنه الصادقة تقتضي شكر النعم التي أنعم الله تعالى بها عليه في وطنه.. نعمة السلم.. نعمة الرزق.. نعمة الـتآلف والتآخي.. نعمة التعاضد والتعاون على البر والتقوى، كل هذه حينما تتحقق للإنسان فإنه ينبغي له أن يتوجه إلى ربه تعالى بشكره الشكر الصحيح الذي يعني القيام بحقوق الوطن عليه فيما يرضي الله سبحانه وتعالى وقول النبي عليه الصلاة والسلام  وكونوا عباد الله إخوانا "، وقوله: " مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "، هذان الحديثان الشريفان يؤخذ منهما أن تقوية أواصر الأخوة بين أبناء الوطن، والوفاء لهذه الآصرة لما فيه خير الناس ولما فيه خير الوطن هو من صميم واجبات ديننا الحنيف.

 

 

 

الى محبي الأوطان عليكم من خلال الأسرة.. ومن خلال الأبوين والمدرسة والجامعة  غرس الحب الإيجابي.. الانتماء الإيجابي للأوطان، توضيح معنى هذا الحب، تعليم الابناء  حتى من خلال إزالة الأذى عن الطريق.. حتى من خلال المحافظة على مكتسبات الأوطان في أبسط المرافق العامة.. في الحدائق العامة، وربطه بأن هذا من حقوق الوطن علينا، وأنه عبادة نتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى في المسجد.. في الملتقيات العامة.. في أماكن العمل.. في المدرسة  والكلية والجامعة والمستشفى وغيرها  المشاركة لما   فيه مصلحة الأوطان، وتعويد الناشئة على المشاركة.. كثير من الفعاليات معسكرات عمل.. حملات التبرع بالدم.. حملات أيام وطنية إعلامية في التلفزيون.. وفي إلاذاعة إلى غيرها  من المواقع المؤثرة فيعتاد فيها الناشئة على الحب الإيجابي الحقيقي لأوطانهم، تعريفهم من الأهمية بمكان أن يعرَّف الناشئة على كيفية التعامل الحسن مع كل فئات المجتمع، أي أن تُغرَس فيهم أخلاق الإسلام وآداب الإسلام، وأن يربط ذلك بأن الوطن للجميع، وأن لكلٍّ حقوقاً وواجبات ومسؤوليات يشتركون فيها، وبالتالي التعاون والتآلف والتآزر والتآخي هو الذي يؤدي إلى رفعة هذه الأوطان.

 

يامحبي الأوطان ان  من حقوق الوطن تلافي الأخطاء، والعمل على تضييقها، والعمل على تلافيها، فهذا يعني أنه لابد من غرس روح النقد الإيجابي البنَّاء، وغرس روح حب تلقي النقد الإيجابي؛ لأن من الناشئة من سيكون صاحب قرار، فبالتالي عليه أن يعتاد على مشاورة الآخرين، وعليه أن يكون مهيأً لتلقي  النقد والتعاون مع مختلف الفئات من أجل ما فيه مصلحةٌ عامةٌ راجحةٌ، كل هذه وغيرها هي من الوسائل العملية التي تعين على تنشئة الأجيال القادمة على التعبير الحقيقي الصحيح لحب الأوطان وأداء حقوقه.

 يا محبي الأوطان لا كارهيها دعوا كل مايسيء للوطن من تعطيل وإثارة للفتنة ودعو المسيرات والمظاهرات والاعتصامات التي عطلت كثير من مؤسسات الدولة التي تخدم اكبر فئة من الشعب  وانظروا حولكم وسترون أنكم تعيشون في بحبوحة يحسدكم عليها الآخرين وانظروا جيدا فسترون ان الأردن وطن لا أجمل منه ولا أحلى وصدق من قال " الله واكبر ياوطن ما أجملك ما أجملك " .

Nashat_m200@yahoo.com