سؤال فلسطين
هل هناك مَن ما يزال يتذكّر فلسطين؟ سؤالنا لا يعني الخبر الفلسطيني الذي ما يزال موجوداً في النشرات، ويتعلق بالضفة غزة، وصراعات السلطة وحماس، ولكنّه يعني القضية الفلسطينية حيث إسرائيل ما زالت تحتلّ أراضي غيرها، منذ عشرات السنوات.
هل هناك مَن ما يزال يتذكّر فلسطين؟ تلك المأساة التي ميّزت تاريخنا المعاصر بأسره، وسمّوها في يوم أعدل القضايا، وقامت من أجلها أنظمة وشُطبت أنظمة، وتأسست تحت شعار تحريرها أحزاب وتنظيمات وجمعيات، وسارت في الشوارع العربية والعالمية ملايين المسيرات والمظاهرات تطالب بعودتها إلى أصحابها.
هل هناك مَن ما يزال يتذكّر فلسطين؟ تلك الأرض التي يحدّها من الغرب البحر المتوسط، ومن الشرق نهر الأردن، وباركها الله في كتبه، وقدّسها بأقدام ودماء الأنبياء، وتتوسّط عالماً عربياً شاسعاً واسعاً بين محيط وخليج، يسكنه ثلاثمائة مليون من البشر.
هل هناك مَن ما زال يتذكّر فلسطين؟ سؤال لم نكن نتوقّع في يوم أن يكون مطروحاً، ولم نكن لنحلم، مجرد حلم، أن تُصبح أرضنا المحتلة نسياً منسياً، ولكنّه زمن حقير هذا الذي نعيشه، ويضعنا في موقف طرح سؤال يحمل إجابته الضمنية.