تثمين شعبي ونقابي للمكرمـــة الملكية بتدفئة المدارس الحكوميـــــة
تقدير من نقابة المعلمين الاردنيين واولياء الامور والطلبة للمكرمة الملكية التي صدرت بتدفئة المدارس الحكومية بنظام التدفئة المركزية.
المكرمة الملكية اثارت فرح الجميع من معلمين وطلبة واولياء امور يجدون في القرار اهتماما ملكيا واضحا بصحة الطلبة بالدرجة الاولى والتركيز على التعليم بأفضل الطرق وضمن الامكانات المتاحة، خاصة وان التدفئة الحالية في المدارس من خلال "صوبات الكاز" تعد غير آمنة للطلبة وغير مجدية بالوقت ذاته. وثمن نقيب المعلمين الدكتور حسام المشة المكرمة الملكية بتدفئة المدارس الحكومية، التي عدها غاية في الضرورة، فالغرف الصفية تعاني قلة في التدفئة، خاصة الغرف الكبيرة التي يصل اعداد الطلبة فيها الى خمسين طالبا، وتحتوي على "صوبة" واحدة، قد تكون غير صالحة.
واشار المشة في حديثه لـ"العرب اليوم" ان "الصوبات" الموجودة في الصفوف من الممكن ان تثير حريقا احيانا مثلما حدث في بعض المدارس نتيجة حركة الطلبة حول "الصوبة" اضافة الى رائحة احتراق الكيروسين غير الجيدة التي تضر بصحة الطلبة.
غالبا يستفيد من "الصوبة" فقط الطلبة الذين يجلسون بالقرب منها حسب المشة ما يجعل الطلبة يمضون الثماني ساعات في المدرسة وهم في البرد الشديد ما يؤثر في استيعابهم ودافعيتهم للتعليم وقضايا كثيرة جدا من شأنها ان تكون مشتتة لهم.
واعتبر المشة ان المكرمة الملكية بتدفئة المدارس من شأنها ان تكون امرا ايجابيا تؤمن بيئة صفية للطلبة وتجعل المعلم يعطي بشكل مميز، لان الطلبة يتفاعلون معه بشكل جيد، ومن شأنها ان توفر بيئة آمنة للطالب يشعر بها كما لو انه في منزله، ويشعر ايضا بمعطيات التعليم بامور حافزة. وطالب المشة الحكومة بالاسراع في تنفيذ المكرمة بتدفئة المدارس كي يستفيد منها الطلبة الموجودون في المدارس الحكومية في مختلف مناطق المملكة.
في السياق ذاته بين اولياء امور لـ"العرب اليوم" فرحهم لدى سماع المكرمة الملكية بتدفئة المدارس موضحين الفائدة التي ستعود على ابنائهم عند تنفيذ القرار، مشيرين الى انه في غالبية ايام الشتاء لا يدعون ابناءهم يتوجهون الى المدارس نتيجة البرد الشديد، مع علمهم بان هذا الامر خطأ، الا انهم لا يستطيعون المجازفة بصحة ابنائهم.
وأكدوا في حديثهم أن "الصوبات" التي توضع حاليا في المدارس تعد خطرة للغاية، وعدم وجودها افضل، نتيجة الرائحة المضرة واحتمالية حدوث الحرائق نتيجة الاخطاء البسيطة من قبل الطلبة باستعمال "الصوبات".
وقال وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات في تصريحات صحافية: إن الطواقم المختصة بالوزارة بدأت العمل على تنفيذ مشروع التدفئة المركزية للمدارس الحكومية، واكد الذنيبات بدء العمل لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع.
وتشمل المرحلة الأولى توفير التدفئة المركزية لـ 50 مدرسة موزعة على المناطق الأشد برودة والأكثر اكتظاظا، وفق الذنيبات، ويتوقع الوزير أن تصل التدفئة المركزية لعدد من المدارس الحكومية نهاية آذار.
يشار إلى أن الملك عبد الله الثاني وجه الديوان الملكي لدراسة الخيارات المتاحة كافة لتحقيق المشروع بما في ذلك استخدام الطاقة البديلة.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني وجه الحكومة بتنفيذ مشروع التدفئة المركزية للمدارس الحكومية، في جميع مناطق المملكة، وعلى مراحل.
وتعكس هذه المبادرة الملكية السامية، التي تضاف إلى سلسلة مثيلاتها الهادفة إلى تطوير قطاع التعليم والنهوض به، الاهتمام الدائم الذي يوليه جلالة الملك لتحسين ظروف أبنائه وبناته الطلبة في مختلف مراحلهم ومناطق سكناهم، ومتابعته الحثيثة لجميع القضايا المتعلقة بهذا القطاع الحيوي.
وستشمل المرحلة الأولى من المشروع، التي تبرع بها جلالته على نفقته الخاصة، 50 مدرسةً سيتم البدء بتركيب أنظمة التدفئة المركزية لها هذا العام وفق الأولوية، خصوصا المناطق شديدة البرودة، بينما ستنفذ الجهات الحكومية المعنية، المراحل اللاحقة للمشروع لتشمل جميع المدارس الحكومية في المملكة.وستنعكس هذه المبادرة الملكية إيجابا على البيئة التعليمية والصحية للطلبة، إلى جانب الاستغناء، وبشكل تدريجي، عن وسائل التدفئة التقليدية المستخدمة في المدارس كونها غير فعالة، ولما تنطوي عليه من مخاطر على سلامة الطلبة.
ومن جانب آخر، وبالتوازي مع هذه المبادرة الملكية، أوعز جلالة الملك للمعنيين في الديوان الملكي الهاشمي البدء بدراسة جميع الخيارات المتاحة، خصوصا في مجال استخدام الطاقة المتجددة، لغايات تدفئة المدارس الحكومية.
وستتم دراسة وتطبيق هذا المشروع الريادي على مدرستين في المرحلة الأولى، بحيث سيتم تزويدهما بالطاقة الشمسية، ليصار لاحقا، إلى تعميمه في ضوء نجاح التجربة، ليشمل بقية المدارس الحكومية تباعا.
وبمجرد صدور الأمر الملكي بتنفيذ هذا المشروع الوطني الكبير، الذي ستكون له آثار إيجابية كبيرة ومستمرة على قطاع التعليم وعلى تحسين البيئة المدرسية وبالتالي العملية التربوية برمتها، فقد تم تشكيل لجنة برئاسة معالي أمين عام الديوان الملكي الهاشمي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، وعضوية المعنيين في كل من وزارات التربية والتعليم والأشغال العامة والإسكان، للإشراف على تنفيذ المرحلة الأولى من هذا المشروع.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد المدارس الحكومية على مستوى المملكة يبلغ 3760 مدرسة، ويدرُس فيها 287. 1 مليون طالب من مرحلة الروضة وحتى الثاني ثانوي (التوجيهي)، ويعمل بها قرابة 80 ألف معلم، و10 آلاف إداري.