حوار من تحت اللّحاف

أغلب الحوارات التي تجري في بيتنا،عادة ما تتم، من تحت»اللّحاف». وخاصة بيني وبين السيدة زوجتي التي أدين لها بالفضل «فضل تحمّلي، وصبرها على حماقاتي»،وبذلك أكون قد «عملت اللي عليّ».
فنحن، المدام وانا، نصحو مبكّريْن، قبل الأولاد، وذلك لأسباب تتعلق بعادة النّوم المبكّر، والاستيقاظ المبكّر،عملا بالمثل الإنجليزي
«Early to bed and early to ris».
واول ما نفعله، صُنع القهوة، ثم، تتناول زوجتي «الريموت» وتفتح على «الجزيرة» لتتابع الاخبار. وبسبب مزاجي «الهوائي» كوني من مواليد «برج الدلو»، اعتدتُ أن أغوص «تحت اللحاف» ثانية، بعد أن أكون قد سكبتُ آخر رشفة قهوة بالفنجان.
لكن زوجتي، تقصفني بالأسئلة حول ما تراه وتسمعه من أحداث وتريد مني التعليق او الإضافة عليها.ولدواعي «الكسل»، أتوقف عن الرّد، فتنشب معركة أُخرى، عادة ما أكون انا «ضحيتها».
فالمدام تفترض أنني وبحكم مهنتي، لا بد أن أكون «عارفا» بما يدور من أسرار وكواليس وخبايا مما لا تفصح عنه نشرات الاخبار.
ويستمر الحوار، من فوق اللّحاف من قِبَل زوجتي ومن «تحت اللحاف» من قِبلي.
وبالطبع يكون حوارا متقطعا، وغير مفهوم، احاول خلاله «السّرحان» في عالمي الخاص، او استكمال «حُلم ما او مَشْهد ما». فتغافلني زوجتي صارخة: لاه لاه لاه! بما يوحي ان مصيبة حدثت، ويكون الهدف من ذلك، أن أقوم مذعورا، فتحقق هي مأربها بايقاظي او إزعاجي وتبديد «مغامراتي الحُلُمية».
لماذا سيطر الحوثيون على الحُكم والسُّلْطة في اليمن وما علاقة الرئيس السابق علي عبد الله صالح بذلك وكيف هرب الرئيس هادي منصور وحوله الاف الحوثيين المدججين بالسلاح، الى آخر الأخبار «دخول القوات التركية الى سوريا لنقل رُفاة جدّ مؤسس الدولة العثمانية شاه خان، دون مقاومة،ولماذا الآن فكّرت الحكومة التركية بنقل رُفاة جدّ مؤسس الدولة العثمانية بعد مرور مئات السنين».
طيّب، شو بعرفني انا. لا كنت ايام العثمانيين ولا بعرف الحاج شاه خان ولا شاه مسعود ولا حتى شاه ايران.
المهم،تنتصر زوجتي، وتفلح في خطتها، واقوم من حولي كي أصنع قهوتي الثانية كي أصحو من جديد!!.