المسافة بين الكويت وعمّان.. بين القلب والقلب


للأردن مكانة بارزة في فكر وقلب أمير دولة الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذي يزور المملكة، والتقى أخيه جلالة الملك عبد الله الثاني.
وسمو الشيخ صباح الذي يعد بحق عميد الدبلوماسية العربية، حين شغل منصب وزير الخارجية في مراحل مهمة من تاريخ الأمة العربية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، مرجعية في العلاقات الدولية وفارس في الذود عن حياض الأمة ، وترك بصمات مضيئة تستحق التوقف والدراسة. ولكي لا يكون الكلام فارغا من مضامينه، أظن من المهم الاضطلاع على مذكرات وزير خارجية مصر، أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق المرحوم محمود رياض، التي يكشف فيها جزءاً من الدور الذي لعبه الشيخ صباح في إعقاب حربي 1967و 1973، والمراحل التي تلت، في النضال العربي الدبلوماسي في أروقة الأمم المتحدة والعواصم الهامة، ودعم الشعب الفلسطيني على طريق استعادة حقوقه المغتصبة.
وعبر عقود، لطالما زار الشيخ صباح الأردن، وربطته بالراحل الكبير الملك الحسين علاقة دافئة ومميزة، مثلما تربطه ذات العلاقة مع جلالة الملك عبد الله الثاني. وأحب الأردن التي يصفى هوائها لشخصية بمكانته وعروبته.
ومنذ توليه سلطاته الدستورية في الشقيقة دولة الكويت ، عمل سمو الشيخ صباح مع جلالة الملك على تعزيز وتمتين العلاقات الثنائية، وشهدت العلاقات عهداً ذهبياً على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، ولعل من الضروري القول هنا، أن أجواء الأخوة والانسجام والتكامل لعبت الدور الاساس في تقدم العلاقات.
نرحب بسمو أمير الكويت في عمّان التي يعرف، وتبادله حباً بحب، واملاً بأمل، وتطلعا الى خير البلدين والشعبين الشقيقين.
قبل ان اختم المقالة أود ان أضيف ملاحظة قصيرة، فعندما زرت الكويت مراراً، وهي الزيارات التي انقطعت للأسف، لم أكن اشعر بفرق أو تغير، وحين كنت ادعى الى المجالس الكويتية كانت حفاوة اللقاء وعبق النقاش تذكرني بأجواء الأردن، ما يحدوني للقول أن المسافة بين عمّان والكويت.. مسافة بين القلب والقلب.