رئيس الجامعة هل يبقى مجرد رمز اكاديمي؟!! ام يصبح وجوده تكريس لمنهجية التعليم المنشود ؟!!!


عندما نتحدث عن الترهل الاداري بالجامعات والمؤسسات التعليمية يجب علينا كباحثين ان نستذكر الدور الريادي الذي اسست له تلك المؤسسات , فمنذ اكثر من عقدين من الزمان والمستوى التربوي المتقدم والذي من المفروض ان تقوده بيئة جامعاتنا الاردنية اخذ بالانحدار التدريجي حسب مقياس النمو التربوي لدى اغلبية المراقبين , فبعض الدراسات اكدت ان مستوى الخريج بمختلف التخصصات بمؤسساساتنا وجامعتانا رغم مايحمله من معلومات مميزة الا انه مازال يعاني من عدم تجانس طبيعة الفكر التربوي المميز الذي نطمح له بان يكون عليه خريجوا جامعاتنا الاردنية , وبالتوازي مع تلك المفارقات لوحظ ان العمل الاداري المتعلق بتسيير امور الطلاب ومتابعة شؤونهم الجامعية لم يعد الا روتين لايحمل بطياته اي منهجية واضحة ومؤثرة على مستقبل الخريجيين بمختلف المؤسسات والهيئات الجامعية , والسؤال المطروح هو : هل غابت رسالة رئيس الجامعة الواضحة المرتكزة على المؤهلات والقدرات العلمية والاكاديمية ؟! ام ان المحسوبية بتعيين الرئيس لللجامعة او المؤسسة التعليمية هو من كرس الاثار السلبية بالعمل الجامعي والاكاديمي ؟!! وللاجابة عن التساؤلات نود الاشارة للامور التالية :
اولا: عند تعيين الرئيس لاي جامعة اردنية هنالك اسس ومرتكزات هامة لايجب باي حالة كانت وتحت اي عذر من التغاضي عن الاخذ بها مثل الخبرات والدرجات العلمية المؤهلة لاستلام المناصب ومستوى التميز في البحث العلمي والاكاديمي عند اختيار الشخصية المناسبة , وكذلك الاخذ بعين الاعتبار مدى مستوى القيادة الادارية الفاعلة والمؤثرة على طبيعة العمل الاداري والاكاديمي لان تلك الميزات ستؤدي لمنهجية واضحة بعملية التعليم والتدريب الفعال وبالتالي انتاج اجيال ذات كفائة عالية مسلحين بروح العزيمة والعلم والقدرة على مجابهة التطورات والتغيرات باي وقت كان .
ثانيا: وضع اسس ومرتكزات شفافة كما هو متعارف عليها عالميا خصوصا عند منح الصلاحيات الموكلة للقائمين على العمل التربوي بعيد عن بعض الممارسات الخاطئة كما نراها اليوم ببعض الجامعات والمؤؤسسات الاكاديمية الاردنية وحتى العربية , فالمدرس او الاستاذ الجامعي ببلدان العالم المتحضر يستطيع من استشعار دوره مستقبلا ببناء العملية التعليمية والاكاديمية من حيث موقعه مستقبلا اما بجامعاتنا فان هنالك دور خفي يتم طبخه مما يؤدي الى استثناءات لاتخدم المنهجية المطلوبة بجامعاتنا وهذا يقود لخلل مؤثر على مسار العمل الجامعي ويثبط همم المميزين الذين تفانوا بعملهم منذ فترة طويلة .
ثالثا: يجب الاخذ بعين الاعتبار بأن المنظومة التوجيهية بجامعاتنا الاردنية والتي تبدأ من الرئيس حتى اخر عضو اداري مؤثر ان ترتكز بعملها وسياساتها بما يناسب الحركة العلمية والتربوية وليس ان تبقى مكرسة لتنفيذ طموحات اصحاب السياسة الغير فاعلين بالعمل الجامعي والاكاديمي , وهذا سيؤدي لاستقلالية التعليم لحد ماء وانحيازة للطالب اكثر من انقياده وراء رغبات الاخرين .
رابعا : يجب ان يتم تشكيل هيئة تعليم جامعي عالي المستوى وتكون وزارة التعليم العالي مجرد جهة مراقبه واشراف من خلالة وباقي اعضاء الهيئة يتم اختيارهم باسلوب ديموقراطي شفاف من مختلف جامعاتنا الاردنية ويحدد طبيعة المرشح للعمل بهذه الهيئة على اسس التميز والخبرة والكفائة , وبعد ان بتم تشكيل تلك الهيئة تكون مسؤوليتها المباشرة هو الاختيار السليم وحسب الاسس المعروفة عالميا لتحديد رؤساء الجامعات والهيئات الادارية المميزة وهذا سيؤدي لابراز قيادات اكاديمية واعية ومدركة لطبيعة عملها الوطني بعيدا عن المحسوبية والشللية .
خامسا : عند تشكيل مجالس امناء الجامعات الاردنية يجب ان تكون هنالك اسس واضحة للجميع ويجمع عليها كل القائمين على العمل الاكاديمي بعيدا عن المحسوبية والترضية والمهاترات ويجب اسناد تلك المهمة لهيئة مستقلة كما اسلفت سابقا يتم تحديدها باسلوب نزيه وديموقراطي فعال , واحب ان استرشد برأي الاستاذ الدكتور نضال يونس بمقالة سابقة بطلبة الاردن الاخباري عندما اقال "فان مسيرة التعليم العالي فى الاردن، معادلة ناقصة في حال لم تكتب بعرق اصحاب الخبرة البحثية والكفاءة الاكاديمية والرؤى المستقبلية، والجامعات الاردنية عاشت مراحل تحتاج إلى إعادة كتابة سيرتها العلمية لجعل الأجيال تدرك كيف كانت الطموحات والانجازات، وكيف سقط ذلك القناع وكشف عن حقائق اليوم ومآسيه" ....والسام
nshnaikat@yahoo.com!