هذا ما حدث في اجتماع النسور مع مجلس نقابة المعلمين !!
في اليوم الأخير لامتحانات الثانوية العامة تقصد د محمد ذنيبات توجيه كتاب الى نقابة المعلمين مفاده وقف الاقتطاع الشهري المتعلق بإشتراكات الهيئة العامة للنقابة والذي يفترض بالوزارة أن تقوم بهذا الدور من اللحظة الأولى لإعلان النقابة ، وكانت الطريقة التي تبلغ بها المجلس هذا القرار يقصد منها الإهانة المباشرة فقبيل إقلاع معاليه في طائرته مسافرا الى مدينة الضباب أوعز بتسليم القرار الى النقابة ! بأسلوب لا يمت بأدنى درجة للاحترام وفي محاولة جادة من معاليه لإستفزاز النقابة و القائمين عليها بشكل مباشر وفي الصميم وهو يعلم تماما ان الإقتطاعات مسألة في غاية الأهمية ولا يمكن الإستهانة بها .
وفي اليوم التالي أرسل مجلس نقابة المعلمين رسالته الى مكتب رئيس الحكومة بطلب عاجل لعقد إجتماع مع رئيس الحكومة لإطلاعه على قرار وزير التربية ، وبعد عودة الوزير بفترة قصيرة تم تحديد موعد اللقاء فورا ، وهنا توجه مجلس النقابة برئاسة نقيب المعلمين د. حسام مشة للقاء دولة ابو زهير وهنا كانت المهزلة ! وبدأ الإجتماع بحضور النسور والذنيبات واللافت في الأمر ان دولته قد أوعز لمدير مكتبه على ما يبدو أثناء الإجتماع ( في قصة تعيد للأذهان حكاية .. من يقف خلف الرئيس مبارك أو غيره !!! ) وكانت تلك الشخصية مناط بها دور هام جدا أكثر من وقوفها خلف دولة الرئيس كل فترة ، حيث تبين تكليفها بضرورة تبليغ دولته باجتماع عاجل مع جلالة الملك وفي كل فرصة متاحة و لم يكن ليبخل هذا الأخ الحبيب بتذكير دولته بموعد الإجتماع ! والغاية على ما يبدو ارسال رسالة للمجلس مفادها لا تطيلوا في الكلام فنحن على عجل ! .
وتحدث دولته عند بدء اللقاء في أمور عامة لطالما اتحفنا بها من قضايا تتعلق بالشان العام والوضع الإقتصادي السيء الذي تعيشه البلاد في مشهد يدلل على أن دولته أحرص الناس على هذا الوطن ونحن أقل وطنية منه ......! وأشار أيضا الى مسألة المطالبات والإضراب مؤكدا عدم رضاه عنها وقلقه منها في مشهد يعيد للأذهان قلق بان كي مون الذي يحرك الاشجان و يدمي القلب ، وعند حديث سعادة النقيب عن سبب دعوتهم للقاء بدولته كان رد أبو زهير بعيدا عن المؤسسية والمسؤولية وبطريقة يحاور بها الصديق صديقه توجه دولته بالقول انه سيعيد الإقتطاع ولحظة تجهم وزير التريبة قال على الفور إحنا بنمون على معاليه !! وكأن المسألة مجرد لهو ومضيعة للوقت وليست قضية تهم مؤسسة بحجم نقابة المعلمين ، وانتهى اللقاء بعد هذا الحوار الجاد دون الخروج بنتيجة مرضية على المدى البعيد ، وهنا تلقف الإعلام الرسمي قضية حديث دولته عن الإضراب وأشاع الخبر بصورة تظهر الإنبطاح التام للمجلس ورضوخه لحديث دولته بعد تكرمه بإعادة الإقتطاع ، وهنا يقع العتب على مجلس النقابة الذي كان ينبغي عليه إظهار كل صغيرة وكبيرة أمام الرأي العام ، فمهادنة تلك العقليات التي أوغلت في الإستهتار لم تعد مجدية ، وأيضا يقع اللوم ايضا على مجلس النقابة اذ كان ينبغي عليه أن يبرهن لوزير التربية أنه مجرد موظف فقط يأتمر بأوامر دولة أبو زهير ، وأن تسلطه على النقابه بطريقة واضحة باتت مسألة لا يمكن السكوت عنها بأي شكل من الأشكال وهو من عجز عن تقديم خدمة يسجلها التاريخ للمعلم ، وإكتفى بفرد عضلاته على التوجيهي وتحويله من فيلم رعب الى فيلم أكشن وشيق بصورة مملة أكثر من ذي قبل !!
لذلك أجد من الضروري ان يبادر مجلس النقابة للعمل بجدية على تغيير لغة الحوار مع الحكومة ووزير التربية ، ويجب فورا التحدث بسقف مرتفع مهما بلغت الظروف .