ألا صلّوا في رحالكم
وأشار الدكتور بلال عبد الرحمن إبداح من وزارة الأوقاف أنّ الشعائر التعبّدية في الإسلام تقوم على التيسير ودفع الحرج ونبذ المضرّة، وقال إنّ شكل الرخصة الشرعية في مثل هذه الظروف الجوية المباركة قد أخذ جانبان، أحدهما الجمع بين الصلاتين، والآخر الصلاة في الرّحال، ولكلّ منهما ما يؤيده في السنّة النبوية، ومنهج اليسر في العبادات ينسجم مع الطبيعة البشرية التي بُنيتْ على الضعف، قال تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا).
ودعا الدكتور بلال إبداح لضرورة الانتباه إلى أنّ هذه الرخص الشرعية لها ضوابطها وأحكامها التي لا يجوز التساهل فيها، أو الأخذ بها على إطلاقها دون رجوع لأهل العلم والدراية.
ولفت إلى أنّ الأصل أداء الصلاة حيثُ يُنادى لها في بيوت الله تعالى، وهذه الرخصة خروج عن الأصل لعذر المطر والمشقة الحاصلة بسببه.
وقال: ليت الناس ينتبهوا إلى الأخذ بالعزائم (الفروض) كما هم في جانب الحرص على الأخذ بالرخص الشرعية، وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ يُحِبُّ أنْ تؤتى رُخَصُه كما يُحِبُّ أنْ تؤتى عزائمُه) يحثّ على الأمرين العزيمة والرخصة، خلافاً لفعل كثير من الناس.
وحول موضع مناداة المؤذن بـ (صلوا في رحالكم) قال الدكتور إبداح: للمؤذن الخيار بين أنْ ينادي بها بدلاً من حيّ على الصلاة، أو ينادي بها بعد الفراغ من الأذآن، وللوجهين أدلة معتبرة وثابتة الصحة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أقرّه ليبيّن جواز كلّ هذه الأوجه.