الدم العربي ليس رخيصاً !!
لماذا يقف العالم على أجمع وتتسابق مختلف المؤسسات العالمية الغربية منها والشرقية الى الإدانه والاستنكار عند حدوث أي جريمة تتعلق بغير العرب المسلمين ولكنهم تجدهم يتلكأون في إبراز أي خبر له علاقة بأي انتهاكات ضد الجنسيات الأخري وخصوصا العربية والمسلمة والتي تعيش بين ظهراني المجتمعات الغربية؟ الكثير من الأسئلة دارت في رأسي والتي لم أجد لها أي تفسير سوى أن الدم العربي والدم المسلم لا يوازي الدم الغربي عربي في نظر الاعلام الغربي. فعلا سبيل المثال لا الحصر، اثار مقتل ثلاثة طلاب مسلمين في الولايات المتحدة الامريكية في نورث كارولينا عاصفة من الانتقادات ضد المعايير التي يعتمدها الاعلام بل أن البعض ذهب إلى اتهام الصحافيين بأنهم لا يبالون كثيرا عندما يكون الضحايا مسلمين.
لنأخذ القضية من منظور آخر. لو كان الضحايا من الجنسيات الأمريكية غير المسلمة ولو كان القاتل مسلم، لرأيت الصحافة الأمريكية تبرز هذا الخبر على أنه عمل إرهابي بحت ولكن في المقابل تعمدت الصحافة الأمريكية المقروءة منها والمسموعة والمرئية علي حد سواء إلى تجاهل الخبر ولولا الضغط العالمي لما تناولته بالمطلق وعلي الرغم من ذلك أخذ الإعلام الأمريكي بوضع المبررات أن الجريمة كان على إثر خلاف بين الضحايا والمجرم حول موقف للسيارات. شهدت الصحف الامريكية صمتا مقصودا بعدم ذكر أي شيء عن حادث مقتل 3 مسلمين على غرار ما حدث في باريس في قضية شارلي ايبدو والتجنيد الدولي على أعلى مستوى والتي اهتز العالم الغربي من اجلها ووصف القتلة بالارهابين بعكس ما وصفو المجرم الذي قتل الطلاب واللذي سارع المدعي الامريكي ريبلي راند الذي سارع الى ابعاد صفة الارهاب عن المجرم حين قال خلال مؤتمر صحفي، إنه لا يوجد دليل على أن قتل الثلاثة هو جريمة كراهية. قلة هم الإعلاميون الأمريكيون الذين تناولوا مقتل ثلاثة مسلمين برصاص وفيما كانت وسائل الإعلام الأمريكية تبدأ في نشر الخبر كانت آلاف التغريدات انتشرت مع هاشتاغ #حياةالمسلمين ذات قيمة.
إن تعامل المجتمع الدولي بازدواجية المعايير وبعيدا عن أخلاق المهنة المتمثلة بالتوازن مع جريمتي قتل الصحفيين الفرنسيين في باريس وكارولينا، يعكس حالة النفاق السياسي الذي يمارسه الإعلام الغربي المسيّس.
عادة ما تحتل مثل هذه الجرائم المساحات الواسعة من التغطية الإعلامية وعلى مستوى العالم والدليل جريمة تشارلي إبدو إلا ما حصل مع جريمة تشابل هيل، يشير بوضوح إلا النفاق السياسي الإعلامي الغربي وعلى كل الأصعدة. لقد ظهر من دون شك أن دوافع قتل ضياء بركات (23 عاما) وزوجته يسر أبو صالحة (21 عاما) وشقيقتها رزان (19 سنة) كان لأسباب عنصرية بحتة مدفوعة بالحقد الدفين لدى البعض في المجتمعات الغربية تجاه العرب والمسلمين. لم يكن يشكل الضحايا المغدورين الثلاثة أي تهديد أمني على المجتمع الأمريكي بل على العكس فلقد تبين أنهم كانوا من الناشطين في أعمال إنسانية حيث إن المجني عليهم كانوا يعملون في مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة في الأعمال الخيرية، وهو ما تجاهلته وسائل الإعلام. من الطبيعي أن نرى مثل هذه الممارسات بالنظر إلي السياسة الأمريكية الخرقاء التي يمارسها الساسة الأمريكين خصوصا والغربيين عموما تجاه تشويه ثورة العرب والإسلام على وجه الخصوص. دمنا ليس رخيصا ودمنا لونه أحمر كما لون دماء جميع شعوب العالم، ولكن هانت علينا أنفسنا فهنّ على العالم.