الأردن: وماذا عن دواعش الداخل
فضحت بشاعة جريمة قتل الشهيد الطيار معاذ الكساسبة نفاق وكذب ومراوغة وانتهازية جماعة الاخوان المسلمين التي بكل وقاحة تتحدى مشاعر غالبية الشعب الأردني المتعاطف مع معاذ الكساسبة وذويه.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلا حادا حول موقف الاخوان المسلمين المؤيد للقتلة والمجرمين الداعشيين. رفض الاخوان المسلمين وصف داعش بالارهابية ورفضوا ادانة داعش وامتنعوا عن اطلاق صفة الشهيد على معاذ.
والجدير بالذكر أن الشيخ حمزة منصور الأمين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي رفض وصف داعش بالارهابية في لقاء تليفزيوني.
اليسار القومجي الأردني المؤيد لداعش:
ومن جهة أخرى حتى ان اليسار الأردني العلماني الذي يبرر جرائم بشار الأسد ظنا منه ان بشار ألأسد سيقوم بتحرير فلسطين وأنه ممانع ومقاوم أبدى ترددا في ادانة داعش ويرفض ادانة جرائم بشار الأسد الممانع والمقاوم والذي لا يمانع ولا يقاوم، علما ان القادة العسكريين الاسرائيليين انفسهم نسفوا اكذوبة الممانعة والمقاومة بتصريحاتهم حيث اعربوا عن رغبتهم في بقاء الأسد لحماية حدود الجولان كما فعل والده قبله.
ويعرف اليساريون أنه رغم الغارات الجوية الاسرائيلية المتتابعة على مواقع سورية لمنع نقل اسلحة لحزب الله ورغم العنتريات السورية والايرانية التزمت دمشق الصمت بعد كل الغارات الاسرائيلية واكتفت بالقول المستهلك "سيأتي الرد المناسب في الوقت المناسب". بعبارة أخرى نحن عاجزون وسوف لا نرد ولا نقدر ان نرد.
الآن يقف اليسار المشبوه في نفس الخندق مع جماعة الإخوان المسلمين٬ ضد التحالف الدولي الذي يشن الحرب على تنظيم داعش الإرهابي٬ بسبب مشاركة الولايات المتحدة. والسبب الآخر هو أن داعش تقدم خدمة جليلة للنظام السوري بتحويل الأنظار عن جرائم بشار الأسد وعصابته. ومن ثم الهاء العالم بجرائم داعش البشعة ضد المدنيين والتي لا تزيد بشاعة عن جرائم بشار ألأسد ضد الشعب السوري. بقاء داعش على الساحة يخدم دمشق وطهران وموسكو ويخدم اليسار القومجي.
والنتيجة المتوقعة لهذا الموقف اليساري القومجي الفاضح هي الوقوف في خندق داعش٬ وهم بذلك يؤكدون تعاطفهم مع الارهاب المنظم. ومن المفارقات العجيبة الغريبة أن يتبنى إخوان الأردن ويساريوه الموقف الإيراني المراوغ٬ وبرفضهم جهود التحالف الدولي للقضاء على الدواعش يضعهم في خندق طهران ودمشق وموسكو المتواطيء مع داعش التي تقدم بطريقة غير مباشرة الحماية لبشار الأسد وعصابته المافيوزية في دمشق.
ولم يعترض القومجيون واليساريون والاخوان على تدخل إيران وروسيا وحزب الله وعصابات العراق الطائفية والأفغانية للدفاع عن الطاغية بشار الأسد.
تحالف يهدد الأردن:
أجزم ان هذا التحالف الشيطاني بين الاخوان المسلين واليسار يشكل تهديدا حقيقيا للأردن ويجب التصدي له. ونحن الأن أمام موقف إخواني انتهازي ومراوغ يرفض إدانة داعش ويتمسك بالمقولة الكاذبة انهم مع الاعتدال والوسطية. فهم يبررون الرجوع بنا للعصور الجاهلية وللظلامية والعدمية فضلا عن التطبيل والتزمير للمارسات الداعشية.
لا يزال الإخوان المسلمون ينافقون ويكذبون ويتوسلون من أجل التحاور مع اميركا التي يدينوها ليلا نهارا كما يفعل ملالي طهران. يتآمرون علنا على الأردن الذي منحهم حرية العمل والنشاط السياسي. أثبت الاخوان انهم داعشيين بامتياز وارهابيين يتربصون للانقضاض على المجتمع الأردني في اللحظة المناسبة وبايعاز من عواصم اقليمية تستغلهم وتستغل غباءهم.
الاسلام السياسي الفاشل:
ما أخفق اخوان الأردن في استيعابه هو أن الاسلام السياسي قد فشل فشلا ذريعا في غزة والسودان ومصر وليبيا وتونس وسيفشل في الأردن. أي جماعة تعتقد أن داعش على حق في قطع رؤوس الابرياء وحرق الطيار الأردني في قفص من حديد فهي عصابة ارهابية ويجب حظرها والتعامل معها كتنظيم ارهابي خارج عن القانون.
وكمثل بسيط على المراوغة والنفاق والكذب والانتهازية استغل الاخوان اندلاع الربيع العربي للتحشيد للمطالبة بالاصلاح والتغيير وهذا حق طبيعي ومطلب معقول وعندما استجاب العاهل الأردني وطرح مبادرات للحوار والاصلاح هرعوا في الهرب للأمام وامتنعوا عن المشاركة. تظاهروا واحتجوا وصعدوا وقاطعوا ورفضوا الحوار والانخراط في العملية الديمقراطية. قاطعوا الانتخابات البرلمانية و قاطعوا مجلس الاعيان وقاطعوا رئيس الحكومة وقاطعوا الانتخابات ولجأوا للابتزاز وخلقوا اجواء من التوتر وفشلوا في تقديم أي مقترحات ايجابية. والسبب بسيط جدا وهو انهم يريدون تأسيس نظام طالباني حمساوي حيث يصبح النقاب أهم من الاقتصاد والجلد والرجم أهم من خلق الوظائف للعاطيلن عن العمل. هذه هي الميزة الداعشية التي يتمسك بها اخوان الأردن.
هذه المواقف السلبية والعبثية والصبيانية أكدت عدم نضوجهم السياسي وعدم جاهزيتهم لتحمل مسؤولية المشاركة في البرامج الاصلاحية في اطار المشروع الديمقراطي الذي اطلقه العاهل الأردني.
وفي السنوات الأخيرة وقف الاخوان كحجر عثرة امام العملية الاصلاحية. تارة ينادون بالاصلاح وتارة يصعدون ويصرخون ثم عندما تأتي لحظة الاقتراع يختبئون خلف متاريس الابتزاز والمقاطعة. يحق للمواطن الأردني ان يتساءل ماذا قدم الاخوان المسلمون؟ ما هو برنامجهم الاقتصادي؟ ما هي اجندتهم للقضاء على الفقر والبطالة وانعاش الاقتصاد؟ بكلام مختصر ما قدموه ويقدموه هو التصعيد ضد النظام والتهديد والابتزاز ورفض المشاركة في الانتخابات ورفض الحوار. والآن يقفون مع داعش ضد الأردن ويتآمرون ضد الأردن.
جريمة داعش كشفت عورة الاخوان:
العمل الاجرامي الحقير الذي ارتكبته عصابة داعش الجاهلة والغبية ولا أسميها تنظيما او دولة اسلامية فهي عصابة من اللصوص والمنحرفين جنسيا التي لا صلة لها بما هو انساني او اخلاقي أثبتت أنها سرطان خبيث في جسم الأمة ويجب استئصاله شاء الاخوان واليساريون أم أبوا. وأنا كمسلم لا أقبل غبي جاهل مرتزق مثل البغدادي ان يكون خليفة للمسلمين. الداعشيون يعيشون في عالم ظلامي متجرد من أي معايير انسانية او أخلاقية. وأكرر ما قلته سابقا أن الهدف من جريمة داعش البشعة هز زرع الفتنة وشق الصف والتحريض ضد الدولة. ولكن هذا المخطط فشل فشلا ذريعا حيث أن الغالبية الساحقة من الأردنيين وقفت خلف الدولة والملك وطالبت بالانتقام من عصابة الاجرام.
وفي نظري ان كل من يبرر أفعال داعش يجب اعتباره شريك في الارهاب ومحرض على القتل ويجب القبض عليه ومحاكمته. اعتقد أن الوقت لتفعيل قوانين صارمة تحرم التحريض الشفهي او التبرير للاجرام من قبل المتعاطفين مع الطالبان والقاعدة وداعش وهم معروفين. الداعشيون داخل الأردن يشكلون تهديدا للأمن والاستقرار ويجب التعامل معهم كارهابيين.
وللمشككين أن داعش عميلة للنظام السوري وحليفه الايراني ألفت انتباه القراء الكرام لتعليق قاريء على مقال سابق يتعلق بداعش،
يتساءل القاريء:
لماذا لا تهدد داعش ايران؟
لماذا لا تزحف داعش الى دمشق بدل استهداف قرى كردية وعراقية؟
لماذا لا تقاتل داعش جيش الأسد بدل مقاتلة الجيش السوري الحر؟
لماذا لا تسقط البراميل المتفجرة على داعش؟ بدل من سقوطها على المدنيين؟
وأطرح سؤال للمعجبين ببشار الأسد لماذا اعترضت ايران وروسيا وسوريا على استعمال القوة ضد داعش عندما طرح الموضوع أمام الأمم المتحدة في سبتمبر ايلول 2014؟
ونقطة أخيرة هل تجرؤ داعش ان تطلق رصاصة واحدة على اسرائيل؟
وهذا السؤال ينطبق ايضا على النظام السوري."
نهاد اسماعيل
لندن