المشهد السياسي العام عند طاهر المصري
اخبار البلد-جمال العلوي
كان حوار دولة طاهر المصري مع نخبة سياسية، حشد لها حزب التيار الوطني
،الذي اتشرف بالانتماء له مميزا ولافتا للانتباه ، وذلك لأسباب منها ما يتعلق
بشخصة المحاضر وهو القامة السياسية البارزة التي تحظى باحترام كل تلاوين المجتمع
الأردني ،ومنها ما هو متصل بطبيعة الأسئلة التي طرحها الحضور والتي ابتعدت عن التنظير
السياسي واقتربت من المصارحة والشفافية، والمسوؤلية الوطنية.
ورغم أن منهجية، الرئيس طاهرالمصري، تقوم على ترك الرسائل التي يوجهها
بين السطور وفي مضامين الحديث ،إلا أن طبيعة الأسئلة جعلته، يقترب اكثر من سقف
التوقعات ويلجأ أحيانا الى الكشف عن بعد مضامين الرسائل التي رفعها لمرجعيات رسمية
حول قضايا تشغل بال المواطنين والنخب السياسية .
وتطرق المصري في القراءات التي قدمها الى أسئلة سياسية تتعلق بيهودية
الدولة ومخاطر احتمالات عودة اليمين المتطرف الصهيوني قائلا :»فنحن جميعا ندرك ان
ذلك سيضع الأردن بالذات، في مرمى سياسة الترانسفير، وهي مؤامرة واضحة لتصفية
القضية الفلسطينية، كما هي تهديد مباشر للأمن الوطني الأردني. وهنا -بكل مسؤولية-
أقول إن خطر يهودية الدولة وتداعياتها واهدافها لا يقل عن خطر الإرهاب الذي نحاربه
اليوم، بكل تصميم وقوة، وعن قناعة تامة.»
وما يسترعي الانتباه في دلالات حديث المصري قوله إن» هناك أسئلة
الإجابة عنها ليست إجابة أردنية في معظمها، بل الاجابة لدى دوائر النفوذ الدولي.
فالأردن يتخذ نهجا مبدئيا نبيلا وجريئا في مواجهة الارهاب، وفي الدعوة القومية
لحتمية الانسحاب الإسرائيلي، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على التراب
الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس، والأردن فوق كل هذا، ليس دولة مارقة او شريرة،
بل دولة راشدة معتدلة، ملتزمة بالقانون الدولي، ولها اسهامات كبرى في حفظ السلام
والأمن الدوليين، ومن هنا، فلا بد لقوى النفوذ تلك، من ان تأخذ بوجهة النظر الاردنية،
وهي وجهة نظر اثبتت جدواها ووجاهتها عبرالأيام، وحيال ازمات المنطقة وحروبها
وصراعاتها.»
المرحلة القادمة ليست سهلة وهي بالضرورة صعبة وصعبة جدا ،وتتطلب
مقاربات مهمة تقوم على حشد الجهد الوطني والبناء على الحالة الوطنية التي تشكلت في
أعقاب حادثة الشهيد «معاذ الكساسبة» حتى نستطيع عبورها بأقل الخسائر الممكنة
وبصلابة وطنية تقوم على ذهنية المشاركة وتوسيع الدوائر التي تصنع القرار .
حمى الله الأردن قويا منيعا بمشيئته تعالى وبصبر شعبه الذي تفوَّق على
ذاته بالشعور بالمسؤولية الوطنية