ممدوح العبادي وادارة التوحش

اخبار البلد-جمال العلوي

تألق المخضرم السياسي ممدوح العبادي اول امس في محاضرته التي القاها في مؤسسة شومان حول داعش «الجذور والنشأة» وبدا للحضور كأنه خبير سياسي في تنظيم داعش الارهابي، بما يوحي بأن العبادي كان حاضراً بقوة وجاهزاً للحديث بهذا الملف بقوة دون مواربة ودون اي تأويل.
ما لفت انتباه الجميع هو عودة العبادي الى جذور حركة داعش ومرجعيتها الفكرية التي تنطلق من كتاب «اداة التوحش».
كما رد العبادي الشرارة الاولى لانطلاق الفكر التكفيري الى الانقلاب العسكري في افغانستان والتدخل العسكري من قبل الاتحاد السوفياتي، ولم يغب عن مشهد القراءة التي قدمها الدكتور العبادي العودة الى اسباب انتشار الفكر المتطرف التي تعود لأسباب فكرية واقتصادية واجتماعية كالفقر والبطالة والفساد والاستبداد والتهميش والاقتصاد .
وهذا هو الشعور السائد لدى جيل كثير من الشباب العربي الذي حرمته الانظمة من العدالة وفرص الحياة والمستقبل وجعلته يصبح رهيناً لليأس والاحباط وغياب الامل بغدٍ افضل.
وما لفت انتباهي في المشهد السياسي الذي قدمه العبادي هو الامساك بضرورة التقدم بخطوات نحو الاصلاح وفق رؤية ديمقراطية حقيقية تقود ويكون من افرازاتها مشاركة شعبية حقيقية وليست وهمية خاصة أننا لليوم لا يوجد لدينا أي روافع حقيقية في الإصلاح السياسي، الذي يجب أن يتماهى مع مشاعر الوحدة الوطنية والعقلانية والنضج السياسي الذي يملكه شعبنا.
وكان المطاف الاخير الذي سلط عليه الضوء في هذه المحاضرة القيمة وما يمكن تسميته زبدة الحكي « ان داعش نبت شرير لن تستأصل جذوره لا بالحرب الجوية ولا بالاعلام المضاد، انما عبر قوات برية وهذه القوات يجب ان تكون قوات سورية عراقية مشتركة تنفذ عملياتها في جحور داعش مستندة الى دعم عربي كاف ودعم دولي حقيقي وصادق ولنا في الاردن مصلحة حقيقية بصمود سورية وبقائها موحدة لأن البديل سيكون قطعاً داعش.
وختم المطاف بقوله اذا كان النظام السوري غير ديمقراطي فهي مشكلة السوريين وليست مشكلتنا.