يا سيد الشداء



و كأن التاريخ يعيد نفسه يا معاذ فقد استشهد اسد الله سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله عليه الصلاة و السلام و هو يدافع عن الدين في بداياته و يدافع عن الرسول الاعظم و عن سماحة الاسلام في الاسلام و كذلك استشهدت انت و انت تدافع عن سماحة الاسلام و كرامة الانسان في الاسلام .
لقد استشهد حمزة رضي الله عنه و لم يستطيعوا الاقتراب من جسده الطاهر الا بعد ان تيقنوا بأنه قد فارق الحياة خوفا" منه و بعد ذلك شقوا بطنه الشريف ليخرجوا كبده لتلوكها هند بن عتبه و كذلك انت يا معاذ هابوا شموخك و كبريائك و لم يستطيعوا ان يواجهوك كما فعل اولئك الكلاب مع ضحاياهم لذلك وضعوك في قفص كما توضع الاسود بعد ان تنالها سهام الصيادين و لم تستطيع تلك الجرذان من الاقتراب منك رغم وجودك داخل قفص من حديد لذلك اشعولوا نيران حقدهم عليك عن بعد .
لقد لاقيت وجه ربك مكشوف الوجه رافعا" اكف الضراعة الى عرشه الكريم و راكعا" لوجهه تعالى طالبا" رضاه ولكنهم كانوا ملثمي الوجوه و كانت اياديهم تستعد لاطلاق نيرانها عليك رغم ان النيران تشتعل في جسمك الطاهر
نم قرير العين ايها الغالي و لترقد روحك الطاهرة المطهرة الى جوار جعفر و زيد و عبدالله في مؤتة الشرف و الكرامه و لتبقى يا معاذ على مر السنين مشعلا" للحرية و الفداء و التضحية من اجل راحة الاخرين من اخوانك في الدين و الانسانية و سوف تعلم تلك الكلاب عاجلا" لا آجلا" ما ارتكبته ايديهم في حقك وسينالون ما يستحقون من انتقام عادل .
يا معاذ يا من حرقت القلوب و المهج اقول لك:
عليك منا سلام الله موصول الى ان تشرق الشمس من معاد

محمود هلالات