كوابيس نشمي ....الكابوس الاول
توجه مباشرة بتمتمة غير مفهومة الى سجادة صلاة نفضها بقوة ووضعها امامه بعد ان رمق الجميع بنظرة غضب , تناول غداؤه المتأخر وطلب من أحد الاولاد ان يستمع الى موجز الاخبار على محطته الوطنية الأردن علّ خبر هنا او هناك يغيّر به جو عائلي غاب عنه دفئه القديم وانسجامه الراقي بعد ان دقّ عُنُق سعادته يوماً كذبة تاريخية وسياسةً أباحت سفك دم وطني على حصيرة انتماء مهترئة................
في حواره الغير متوازن مالياً وفكرياً فكّر في حلول ضيقة في سبيل ان يكسب وقتاّ يبحث فيه عن ملجأ للقمة عيش أو طريق يعوض به زمن فاسد اغتال فرحة ابناءه وابتسامة زوجته....فناقشهم في الانتقال الى بيت أخر أقل اجراً او بيع اي من اثاث بيته لحين ما يتنسنى له ايجاد عمل يعالج به متطلبات حياة أسرته البسيطة بعد ان تنازل مكرهاً لا بطل منذ زمن عن ما يناسب خبراته و مؤهله الاكاديمي او حتى هالته الاجتماعية ... فلم بعد لتلك المواصفات قيمة تحترم امام استحقاقات بيته العائلية من الماكل والمشرب ودراسة وغيرها.....
في صبيحة يوم روتيني اخر وقبل ان يهمّ بالخروج من منزله تلقى اتصالاً هاتفيا من أحد أقاربه وهو احد جيرانه ايضاً يقول فيه ان شاغراً وظيفياً قد فرغ في الشركة التي يعمل بها ودعاه الى القدوم والتقدم لتلك الوظيفة ...وبالفعل لم يلتكأ لحظة فتوجه مباشرة الى تلك الشركة وذهب الى مكتب الاستعلامات وقدّم كل اوراقه اليهم ثم وعدوه بأن يحادثوه خلال اسبوع ان توافقت خبراته و متطبات الوظيفة....
في ذلك المساء وهو على صهوة فراشه البارد... ينظر الى زاوية في منزله ... برواز قديم فيه صورة بحر وأمواج ومركب متكسر ...مكتوب في أسفله ... دعيني أقود انقلاباً يوطد سلطة عينيك بين الشعوب .... دعيني أغير بالحب وجه الحضارة ُ... دعيني... دعيني ... ثم ينام مرهقاً,,,,
في مساء كمي مماثل عاد يتحدث عن تفاؤلِه الغريب و بأن فرصة جديدة قادمة, وانه في طريق صائب للوصول لمبتغاه...هزت الزوجة رأسها وتابع الاولاد مطالعة دروسهم بعد ان وقفوا دقيقة صمت........