وحدة وطنية غير مسبوقة
في أعقاب سقوط الطيار البطل الشهيد معاذ الكساسبة في 23/ 12/ 2014 ومن ثم اغتياله على يد المنظمة الإرهابية (داعش)، بعد 13 يوما على أسره، وإخفاء الأمر بضعة اسابيع في حرب نفسية مقصودة، حتى موعد وقوع الفعل الشنيع يوم 3/ 2/ 2015، الذي تم تناقله عبر المواقع وعلى الهواتف الذكية، الأمر الذي اضطر السلطات لمناشدة الناس ودعوتهم لتناقل صورة الشهيد في زيه الرسمي رافع الرأس شامخ الطلة.
ومع الصدمة، وبعد مرور أربعين يوما حافلة بالإشاعات حول أسر الطيار الشهيد، تدفقت المشاعر الجارفة إثر بشاعة الجريمة، وأدانها الضمير الحي. التف المواطن الأردني، بمختلف أطيافه الإجتماعية والدينية، في وحدة رأي عام وطنية غير مسبوقة تجاوزت الحدود الإقليمية الى أرجاء الوطن العربي وحتى العالمي، الذي تنادى لمحاربة ارهاب تلك المنظمة الشريرة بصورة فاعلة، بدأها نسور سلاح الجو الأردني، رفاق معاذ، بدك مواقع الإرهاب
بهذا يقدم المواطن الأردني صورة رائعة في وحدته لأمته العربية مثلا يحتذى، كما يقدم نسوره من الجيش العربي صورة شجاعة تذكر ببطولات رفاقهم ممن سبقوهم في معارك باب الواد البطولية، والمعارك الجوية التي استشهد فيها طياروه في السماء وعلى المدرجات، ومعركة الكرامة الملحمية التي أعادت للعرب قدرا كبيرا من كرامتهم. والأهم، تذكر بتماسك الأردنيين في أجواء الربيع الأردني التي عصفت بنظم تسلطت، فعصفت بها الزوابع الخماسينية لذلك الربيع، ليخرج الأردن دائما أقوى بتوحد شعبه الملتف حول قيادته المظفرة.
في هذه الأجواء الزاخرة بالبطولة والتضحية، يذكرنا استشهاد معاذ بأبطال عرب سبقوه ألهبوا الوجدان بتضحياتهم، منهم البطل الشهيد عبد القادر الحسيني في معارك القدس، والبطل الشهيد جول جمال السوري الذي قاد طوربيده ليفجر سفينة حربية من سفن الأعداء ابان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ويذكرنا بالجزائرية الشهيدة جميلة بوحيرد البطلة الفدائية في حرب التحرير.
وسيبقى هؤلاء وأمثالهم، لهم الرحمة، ايقونات في سماء الوطن العربي ترمز للتضحية بالنفس قل نظيرها، وليوم وحدة قادمة تجمعنا وتحصننا وتحقق منعتنا.