الفساد إستشرى ولا رادع له

الفساد إستشرى بلا رادع

لقد بلغ السيل الزبى قضايا الفساد زادت عن ذرّات الملح النظيف في هذا البلد وماذا بعد هل نخرج من قصّة لأخرى وهل الحكومة عاجزة تماما عن مواجهة الفاسدين ولصوص النهار وهل جميع مؤسسات مكافحة الفساد والرقابة والمحاسبة والمظالم فشلت حتى الآن في عمل شيء بالرغم ان الإرادة السياسية الساميه جعلت أهم توجيه للجكومة إجتثاث الفساد من جذوره ولكن الجهات التنفيذيه لم تستطيع شيئا والسبب كأنه واضح أن بعضا من المسؤولين وكبار الموظفين هم من المتورطين أو المستفيدين من هذا الفساد أو المطبطبين على أقرباء أو أنسباء لهم .

حديث كبير وكثير عن الفساد وكأنه سحر أو من باب الغيبيات وحتى الصحف الورقيه والإلكترونيه عندما تنشر خبرا عن فساد تتكتم على الأسماء والأرقام وكأنها تخشى أن تصيب قوما بجهالة إذا كان الفاسد واللص لم يخجل أو يستحي عندما سرق اللقمه من امام الجائع ليطعمها لإبنه المتخم دون خشية من العباد او رب العباد  لماذا تخشى الصحف من نشر المعلومه كاملة وصريحة هل تخشى من المسؤولية القانونيه فعليها التأكد أولا قبل النشر لكي لا يكون هناك إغتيال لشخصيات نظيفه غير ملوّثه فالفساد إستشرى في المجتمع دون وجود رادع له لدى الفاسدين .

نقول إنّ إعتقال فاسدين وهم كثر قد يثير بلبلة في المجتمع ولم لا فالبلبلة قادمة إذا بقينا كالنعام نرى الفساد ونعرفه ونطمر رؤوسنا في الرمال لكي نبقى مخروسين .

الفساد اكثر من المطر والحمدلله الخصخصة والموارد والكابيتال والضمان والأراضي والضريبه  والبورصات ومباني الوزارات والعطاءات والمستشفيات والأدوية والمستشارين وفلوس تعويضات الخليج والرواتب الفلكيه وخط الباص السريع واراضي الديسي واستثمارات العقبه والميناء وشواطيء البحر الميت والسكن الكريم والمحميات والنحاس وخط مياه الديسي والتراخيص الصحية و ......

ومسلسل لا ينتهي  فهل قدرُ الأردني أن يبقى يصفق ويهلل فقط وهل تلك حياة تستحق البقاء وهل نحن في غابة يحكمها الذئاب والثعالب أم هل نحن نعيش في بلد المؤسسات والقانون كلاما فقط .

إذا كان رأس الدولة يريد إجتثاث الفساد وأعلن عدم وجود خطوط حمراء امام مكافحته وأن جميع المؤسسات وحتى الديوان العامر خاضع للمسائلة فماذا تريد السلطه التنفيذيه حتى تحاكم وتحاسب .

ايها الشعب الكريم لنتعلم من الغير حتى لو كانوا اعداءنا الذين حكموا على رئيسهم السابق بسبع سنين سجن فعلي لأنه تحرّش بموظفة كانت تعمل عنده فكيف لا نحاكم ونحاسب من يفعلون في المواطنين  والغلابى اكثر من ذلك بشكل دائم ومنذ أزمان .

إلى متى الخنوع والذلّة والهوان إن من يقبل ان يعيش بمائتي دينار هو وعائلته اي بالكاد يحصًل على كفاف يومه ولا يجرأ ان يسرق لأن السرقة عيب وثم حرام بينما مواطن اخر يأخذ من صندوق الدوله اربعة الآف دينار شهريا غير ما يقنصه من حوافز كيف لعقله ان يبقى في إتًزان وكيف للقلب ان يبقى فيه حبّ وكيف للضمير ان يرتاح وكيف للفرد أن يكون صالحا في المجتمع حتى في ظل ما بقي من قناعة .

وهل تُبنى المجتمعات القويّه على الظلم وعدم المساواة وهل يجب على المواطنون ان يحرقوا انفسهم لكي يُسمع صوتهم وهل خلقت النار لذلك أم لتحرق اللصوص والفاسدين و ليكونوا حطبا لها .

إن الفساد إن لم يجتثُ حاضره وماضيه سيكون كالآفة تنخر في المجتمع أسرة أسرة وفردا فردا حتى ينهار المجتمع بدأ من الجنين في رحم أمه ذلك ليس تشائما وإنما واقعا نشاهده ومستقبلا سيكتوي به احفادنا لأن مال الحرام لا يدوم وليس به ولا بأهله بركة وخير .

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)صدق الله العظيم

(وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)صدق الله العظيم

يشير حديث أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: ( من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة، فقال لـه رجـل: وإن كـان شيئـا يسيـرا يا رسول الله؟ قال: وإن قضيبا من أراك).

                         اللهم خلًص بلدنا من كل فاسد وعابث وانشر المحبّة والسلام والعدل بين الناس تحت ظل الرايه الهاشميه بقيادة جلالة الملك المفدّى .

المهندس احمد محمود سعيد

دبي – 22/3/2011