إضاءة على المجموعة الشعرية "قد يكون اسمها مريم" لـ هلال الهندي
إضاءة على المجموعة الشعرية "قد يكون اسمها مريم" لـ هلال الهندي
بقلم : صابرين فرعون
قسم الشاعر المجموعة لثلاثة فصول عنونها باليوميات , الفصل الأول عبارة عن ومضات شعرية غزلية قصيرة من ثلاث وعشرين قصيدة , الفصل الثاني من سبع عشرة قصيدة أخذت القالب الشعري المكتمل لقصيدة النثر الذاتي , أما الفصل الثالث فهو عبارة عن ست قصائد وطنية .
الصور الشعرية عميقة خاصة في قصائد "مطر" , "تقول امرأة عالقة","غياب","ندم","رحيل" وتعتمد التشخيص وأسلوب الاستفهام كما في "رجل بارد" ومخاطبة الغائبة , القصائد ذات رمزية تحرره من "الحزن" وكذلك المحور الزمني فيقتل كل الحواجز التي تمنع شحنة الأحاسيس التي تتجسد في قالب صوري للمشاهد الحية من التسلل لوجدان القارئ , بما جمعته من رائحة البحر والأرض والصفات المادية التي ظهرت في تقنية حمل الجماد لصفات البشر "التشخيص" وتحفظ على إيقاع الفكرة "الشجن".
عناوينه بسيطة متقاربة ومترابطة والنسيج اللغوي والمضمون الذي يلونه حرفه , فيخرج لنا بلوحة تجمع الإنسانيات "اللغة العربية,السياسة,المنطق" بالعلوم الحيوية والحسابات "كيمياء,فيزياء, رياضيات" كما في قصائده :"كيمياء","جاذبية","قرار","مقعد الدراسة","رحلة في العيون الشركسية" .
اعتمد الخيال الأدبي وأسلوب المقاطع في كثير من القصائد كما في "في محل الورد","مذكرات شتاء مضطرب" , "محطات في الوطن الضيق" .
أسلوبه مقارب للشاعر الفلسطيني محمود درويش بما يحمله من جماليات نصية وصورية حية وإن دل ذلك فيدل على أن في هذا الجيل من يعتبر يحافظ على امتداد أصالة الرموز الشعرية في الوطن .
ربط الهم الخاص بالعام فكانت مجموعته شاملة لمفهوم الأنثى الوطن والأنثى المرأة , فجاء العنوان من مقطع شعري في قصيدته "قد" يرسم لمريم معالم الطهر والغياب وأمل اللقاء,امرأة يرسمها في مخيلته يفصل لها القصائد وغيابها حاضر القصائد , والقصائد تفاصيل تنبعث فيها أنفاس امرأة قد تأتي وقد لا تأتي.
هلال ماهر الهندي من حيفا فلسطين , درس الفيزياء والرياضيات في جامعة حيفا والتخنبون , صدر له كتاب "لا شيء يستحق البقاء في الذاكرة" , والمجموعة الشعرية " قد يكون اسمها مريم" الصادرة حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع الأردن .