نقول لمن لا يعرف الأردنيين
كي لا يسيء بعض الآخرين فهم عجينة الأردنيين الأصيلة، فإننا نقول إننا حزنا على الشهيد البطل النقيب الطيار معاذ الكساسبة أشد الحزن، وذلك لأنه وقع في أيدي فئة ضالة لا ترعوي، ولا تقيم لأي مشاعر أو معايير إسلامية أو إنسانية وزنا. ثم لأنه ربما كان بإمكان فرق الإنقاذ إنقاذه في الساعة التي سقطت فيها طائرته بغض النظر عن الظروف التي صاحبت سقوطها، والتي يذهب بعض المحللين فيها كل المذاهب في كل الاتجاهات.
وأما ما نود أن يعلمه العالم عن الأردنيين، بشكل واضح وصريح، فهو أنهم أشداء مقدامون ثابتون، وأنهم أصدقاء لمن صادقهم نخلصون، وأنهم بوعودهم وعهودهم يوفون ولا ينقضون، وأنهم في نفس اللحظة قساة قلوب وأشداء على من عاداهم واستعداهم، وأنهم لا يتخذون فيه إلّا ولا ذمة إن تمادى في غيه أو زاد من معاداتهم، وقد فعل تنظيم داعش كل ذلك، فلم يبقى له منا سوى ما سيرى.
وليعلم من أراد أن يعلم أن أسرانا لو كانوا وقعوا في أيدي إسرائيل أو أيدي عدو معروف لما كنا أٌقمنا الدنيا ولا كنا أقعدناها، ولكنها حرب فُرضت علينا من جماعة ضالة ترى في المملكة الأردنية الهاشمية جزء من أحلامها في ما يسمى الخلافة. إذاً، هل نبقى ننتظر حتى تأتي داعش إلى الأردن ونقول هيا لنقاومها؟ أم نمتشق سيوفنا ونقضي على أعدائنا في أوكارهم.
كما أننا نعي جيدا أن الحروب فيها خسائر مادية وبشرية، وأن القوات الأردنية الباسلة ضحت بالكثير على مدار عشرات السنين الماضيات، وليعلم من أراد أن يعلم أننا لا نتباكى على دماء شهدائنا، ولكننا نشعر بما آلوا إليه، علما بأنهم بعونه تعالى أحياء عند ربهم يرزقون.
أما وقد كشر العدو المتمثل في تنظيم داعش عن أنيابه، فلتعلم هذه الوحوش الكاسرة أن الأردنيين قادمون إليهم في أوكارهم، وأن الأردنيين سيخلّصون العالم من شر الوحوش الكواسر الدواعش إلى يوم الدين.
كما نقول لكل أردني متردد أو متخوف أو متوجس أن يتنحى جانبا، ففيالق الحق ستنطلق في اللحظة المناسبة كي تحرر المنطقة، وتحرر كل البلدان التي يلحق بها أذى ً أو ظلم أو جور من كل شذاذ الآفاق المنفلتين.
وليعلم العالم أجمع أننا نحن الأردنيون نقف صفا واحدا وراء قائدنا المحبوب عبد الله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وأننا نقف صفا واحدا وراء قواتنا المسلحة الباسلة، ووراء نسورنا الجويين وصقورنا الأرضيين، ونحن نهزج بالروح والدم نفديك "يا بوحسين"، و"اطلب شباب يا وطن واتمنى".
كما نهيب بكل نشامى الوطن الغالي، في المملكة الأردنية الهاشمية من كُتّاب ومن أصحاب أقلام حرة أن ينفضوا الغبار عن أقلامهم، وأن يقعدوا بالمرصاد لك مرجف أو متخوف أو كل من يصطف في الطابور الخامس من حيث يدري أو لا يدري.
وبعبارات صريحة أكثر، لا مكان للجبناء والمرجفين والمتوجسين والمتباكين "دموع التماسيح" في جبهتنا الأردنية الصامدة. فنن تربينا على الوفاء بوعودنا وعهودنا ونحن لن نخذل قيادتنا الهاشمية الرشيدة، ولكنها حرب مفروضة علينا فرضا، ذلك لأن الأعداء يتربصون بنا من كل حدب وصوب، وإنه آن أوان تلقينهم الدرس الأردني الواضح الصريح الفصيح في عمق جحورهم وعقر أوكراهم.