أين كان هذا القرار يا مجلس الأمن ؟!
إن القرار الأخير الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي, والقاضي بتجفيف منابع تمويل المنظمات الإرهابية, خصوصا داعش وجبهة النصرة, في العراق وسوريا, يعد من القرارات الهزيلة والمضحكة, ومن القرارات التي تستخف بعقول الناس, لأنه قرار متأخر جدا جدا, فبعد أن استطاعت تلك المنظمات من أن توفر لنفسها – طيلة المدة المنصرمة - أرصدة مالية وبحسابات عالمية, بالإضافة السيطرة على مصادر تمويل أخرى كحقول نفطية وأثار, يأتي هذا القرار الذي يمكن أن نسميه بالفاشل لأنه لم ولن يعالج مشكلة تمويل تلك المنظمات.
كما إن هذا القرار صدر بحصر تجفيف منابع التمويل لتلك المنظمات فقط في سوريا والعراق!! وكلنا يعلم إن لتلك المنظمات, - خصوصا داعش- أفرع وخلايا وشبكات في جميع أنحاء العالم, وبالذات في أوربا, فهل تلك الخلايا غير مشمولة بهذا القرار الذي حصر الأمر في سوريا والعراق ؟؟!! ألا يعتبر هذا استغفال للعالم ؟!.
لماذا اتخذ هذا القرار بعد أن شعرت أمريكا بأنها مهددة من الداخل؟! وهذا ما صرح به قبل عدة أيام وزير الأمن القومي الأمريكي, لماذا لم تكن هذه الخطوة هي من أول الخطوات التي يجب أن يتخذها مجلس الأمن الدولي قبل أن يقرر ضرب داعش في العراق وسوريا؟! أي قبل بدء الحملة العسكرية التي انطلقت منذ شهور ؟!.
ولماذا اتخذ هذه القرار بعد أن طالب اوباما بتفويض من الكونغرس يقضي بإدخال قوات عسكرية للعراق ؟! هذا دليل على إن مجلس الأمن خاضع وتابع ومنصاع لقرارات الولايات المتحدة الأمريكية فهي تقرر وهو يصوت بالإجماع ؟! فأين استقلالية هذا المجلس؟! ولماذا لا يتخذ أي قرار إلا بعد موافقة أمريكا وقبولها به ؟؟!! وهذا القرار الذي اتخذه اليوم لولا موافقة وقبول أمريكا به لما صدر نهائيا ولما صوت عليه مجلس الأمن .
وهذا يذكرنا بكلام المرجع الديني العراقي الصرخي الحسني في محاضرته الأصولية الثامنة عشرة التي ألقاها بتاريخ 27 حزيران 2014م, والذي أوضح فيه كيفية أن مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة هي منظمات خاضع وتابعة وليست مستقلة كما يتوهم بعضهم... إذ يقول ..
{...الآن أنتم علمتم أنّ كل من يتصدى ليس فقط هنا حتى بما يسمى بالأمم المتحدة والقوانين التي ترجع إلى تلك المنظمة, يوجد قوانين لكن كلما تحصل قضية ويجتمع الأعضاء ويصدر القرار وانتهى الأمر, الآن صدر القرار تخرج الجهة الفلانية المجموعة الفلانية تقول هذا القرار لصالحي ويقصد به كذا يعني عند قراءة القرار، تابعوا ستجدون هذا يعني يُقرأ القرار ويقال قرر المجلس كذا وكذا وكذا وتصويت الأعضاء كذا كذا كذا لما ينتهي هذا يعمل مؤتمرا صحفيا وهذا يعمل، هذا يقول القرار لصالحي والشخص الآخر يفسر القرار بتفسير آخر يختلف عن هذا وهم في نفس الجلسة، إذا كانت الصورة بهذا القضية هل يوجد عاقل يمضي ويشرع ويشرعن ويفتي بمشروعية وشرعية هذه الدساتير؟! إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وليس المشكلة في هؤلاء الناس وإنما المشكلة في نفس الناس ممن يجعل مثل هؤلاء يتصدون لمثل هذه الأمور ولتقرير المصير...} .
بقلم :: احمد الملا