تدريبات أردنيّة - إسرائيليّة برعاية جامعة بن جوريون و تنسيق نجمة داود الحمراء

أخبار البلد- أجرت الأردن وإسرائيل تدريبات مشتركة في ما بينهما للتنسيق حول كيفية التعاطي مع احتمالات التعرض لكارثة طبيعية، وجرت التدريبات بمبادرة من جامعة بن غوريون الإسرائيلية، ووافق عليها "الهلال الأحمر" الأردني، ونظيره الإسرائيلي "نجمة داود الحمراء"، وشارك فيها ما يربو على 200 عنصر من الجانبين.

عصف هاجس تعرض إسرائيل لهزة أرضية عنيفة بكل الأجهزة المعنية في تل أبيب، وطال هذا الهاجس دولاً أخرى في المنطقة، مما حدا بالدولة العبرية الى التنسيق مع ما وصفه الإعلام الإسرائيلي بـ "دول الجوار"، لتفادي أزمة إنسانيّة، رأت أنها لن تختلف كثيراً عن الكارثة التي ضربت اليابان أخيراً، وأرجعت تل أبيب هذه الهواجس إلى عدم الاستعداد التقني، وربما الحكومي، للتعاطي مع الأزمة وقت حدوثها.

التنسيق مع نجمة داود

وفقاً لتقرير مطول نشره موقع "nfc" العبري، أجرت تل أبيب اتصالات حثيثة بدوائر قيادية في الهلال الأحمر الأردني، وطلبت منها التنسيق مع نجمة دواد الحمراء، لوضع آليات يمكن من خلالها توفير السبل الكفيلة بتفادي كارثة وقوع زلزال مدمّر، ربما يتبعه تسونامي، يشبه ما حدث في اليابان أخيراً، وبعد مشاورات جرت في العاصمة الاردنية عمّان، تلقت تل ابيب رسالة تفيد بالموافقة على إجراء تدريبات مشتركة في هذا الصدد، للتعامل مع ازمة قد تأكل الاخضر واليابس.

وأوضح التقرير العبري أنه على خلفية الكارثة اليابانية، أجرت قوات إنقاذ من الجانبين الأردني تدريبات مشتركة، استهدفت قياس كيفية استعداد الدولتين للتعامل مع زلزال مدمّر، وشارك في التدريبات التي يدور الحديث عنها ما يربو على 200 عنصر من الهلال الأحمر الأردني، ونظيره الإسرائيلي "نجمة داود الحمراء"، وعلى حد المعلومات الإسرائيلية: "أقامت القوات المشاركة في التدريبات مخيماً لإخلاء ضحايا ومصابين افتراضيين من المناطق المنكوبة في البلدين".

أقيمت التدريبات تحت شعار: "من ينقذ نفساً، كأنما أنقذ العالم أجمع". كما شارك في التدريبات عدد من الكوادر المتخصصة الأردنية والإسرائيلية، إضافة الى اعضاء هيئة تدريس وطلبة من كلية العلوم الطبية في جامعة بن غوريون في النقب.

وكان من بين المشاركين من الجانب الاسرائيلي الدكتور "دغان شفيرتس" من جامعة بن غوريون، الذي قال في حديث مع الموقع العبري: "ان التدريبات تأتي خطوة على طريق التعاون المشترك، الذي يُجبر طواقم الانقاذ الاردنية والاسرائيلية على ضرورة ايجاد آلية، يمكن عن طريقها التعامل مع كارثة طبيعية، بما يسمح بانقاذ الانسان بغضّ النظر عن هويته".

إرتفاع معدل الكوارث

من الجانب الاردني، حضر محمد الحديد رئيس منظمة الهلال الاحمر الاردني، الذي اعرب بحسب التقرير عن بالغ قلقه من ارتفاع معدل الكوارث الطبيعية على مستوى العالم، على الرغم من ذلك أشاد الحديد في جامعة بن غوريون، وقال: "لقد تبنت الجامعة الاسرائيلية مبادرة طيبة".

وأضاف: "نبتت هنا شجرة متشعبة الجذور، وسنتمكن من الجلوس تحت أغصانها لنحتمي بها في المستقبل". اما مدير عام نجمة داود الحمراء "ايلي بن"، فقال "ان العمل المشترك يساعد على دعم اجندة الدولتين الاردنية والاسرائيلية، لبناء قنوات من السلام القائم بينهما".

وكانت لجنة العلوم والتكنولوجيا التابعة للبرلمان الاسرائيلي "الكنيست" قد عقدت جلسة خاصة، لمناقشة سبل الاستعداد العلمي للتعاطي مع وقوع كارثة طبيعية، كتلك التي ضربت اليابان قبل ايام، وخلال انعقاد الجلسة قال رئيس اللجنة عضو الكنيست مائير شطريت "ان الاجهزة المعنية في اسرائيل ستكون عاجزة عن التعاطي مع وقوع زلزال مدمّر".

وألمح شطريت في هذا الصدد الى ان الاجهزة التقنية في اسرائيل لا يمكنها التعامل مع حالات الطوارئ، الامر الذي ينذر بانهيار الدولة العبرية، اذا ما تعرضت لكارثة طبيعية اقل من تلك التي تعرضت لها اليابان، واضاف: "نحن امام تهديدين كارثة طبيعية مثل زلزال مدمر، وتهديد ارهاب الانترنت "القرصنة على اجهزة الحواسيب من مسافات بعيدة".

اما "ايلان دفيدي" رئيس وحدة السيطرة والعمليات في أجهزة الطوارئ القومية، فقال خلال انعقاد الجلسة عينها: "في هذه المرحلة لا توجد اية آلية تؤكد ان شركات الهواتف النقالة يمكنها العمل في ظل تعرض اسرائيل لكارثة طبيعية، لذلك التقينا "عيدن بار طال" مدير عام وزارة الاتصالات الاسرائيلية في محاولة لاستحداث وسائل تأمين يمكنها خلق اجواء ايجابية في التعامل التقني مع الكوارث الطبيعية".