فضيحة «الصحّ..آفة» الأميركية!

 يفصل بين كلمتيّ الصحافة و»الصحّ..آفة» أقلّ من حرف واحد، ولكنّ الحقيقة تضيع بتخلّي الصحافيّ عن مبادئه، فيضيع القارئ في دوامة الكذب والإختلاق، وهذا ما عرفناه كثيراً في الإعلام الغربي، هذا الذي لا يترك فُرصة إلاّ ويُحدّثنا بفوقية عن المبادئ والمعايير والقيم وغيرها. بريان ويليامز ليس إعلامياً عادياً، فهو صاحب البرنامج الإخباري الأكثر مشاهدة في أميركا، عبر شبكة «ان بي سي»، واختارته «التايم» قبل سنوات قليلة ضمن المئة شخصية الأكثر تأثيراً في العالم، وها نحن نكتشف أنّه كان يتعمّد الكذب في مناسبة واحدة على الأقل، وتتعلق بالغزو الأميركي للعراق. مؤسسته اكتفت بإيقافه عن العمل ستة أشهر بدون راتب، ولكنّ المؤسسات الإعلامية الأخرى تُتابع القضية، فتشكك في رواياته خلال حرب تموز الإسرائيلية على حزب الله، وتغطياته لبعض الشؤون الأميركية الداخلية، والحبل على الجرار. كثير من المقالات سمّت الأمر بالفضيحة، وتساءلت عن زملائه المرافقين له في تغطياته الملفّقة، من مصوّرين ومعدّين ومخرجين، ولماذا لم يقولوا الحقيقة في وقتها، ممّا يعطي الأمر معنى التواطؤ الجماعي، وهذه مسألة أكبر من مجرّد خطأ شخصي. نحن، بالتأكيد، لا نُعمّم فنقول إنّ الإعلام الغربي فاقد المصداقية، ولكنّنا متأكدون أنّه يتخلّى عن مبادئه في أوقات الحروب، فيتعمّد التلفيق والتحايل على الحقائق، ويتمّ السكوت عنه لمجرد إثبات الروايات الحكومية الرسمية!