كلنا خلف الملك

تمر على الأردنيين في هذه الايام ذكرى البيعة والوفاء وهم يسطرون صفحات ناصعة في البطولة والفداء واعلاء بنيان مدرسة الرجولة، في مرحلة تعكس انموذجاً اردنياً حياً وفريداً قل نظيره في التعاضد والتكاتف ما بين القيادة والشعب ووفاء الملك لشعبه والشعب لمليكه، انه اليوم الاغر الذي بايع فيه ابناء شعبنا العظيم واثبتوا وفاءهم وحقيقة بيعتهم لمليكهم وصدق وعد قائدهم الذي أخلص لهم وكانوا له مخلصين حباً ووفاء، فقد انصهر الاردنيون في سبيكة واحدة معدنها الرجولة والبطولة والتضحية والفداء، وأجمع الاردنيون بجميع انتماءاتهم ومنابتهم بأنهم اصبحوا اكثر فخراً باردنيتهم، وانهم وبكل ثبات وقوة ارادة البنيان المرصوص والمتين خلف قائدهم، وان وحدتهم لا تقبل التشكيك او التضليل وانه لا مكان للفتنة بينهم، وان سر بناء وترسيخ هذه الوحدة لا يعرفه الا من يمتلك زمام الحكمة والعقلانية.

نقف اليوم خلف الملك مجددين البيعة في مواجهة قوى الشر والظلام والتكفير وطواغيت العصر، دفاعاً عن الدين الحنيف ومبادئ جده الاعظم سيد البشرية محمد بن عبدالله عليه السلام حتى الظفر والنصر النهائي لروح الاسلام الحقيقية السمحة، تلك الروح التي هي مصابيح الدجى والسلام والهداية والرحمة للعالمين، ولا مكان فيها للارهاب والوحشية.
كلنا خلف سليل النسب الطاهر من بني هاشم الذين أسسوا وأرسوا مشاريع الشهادة دفاعاً عن الامة ورسالة الاسلام التي اخرجت العالم من غياهب الدُجى الى افاق النور، فكان منهم حمزة بن عبد المطلب وجعفر بن ابي طالب والملك الشهيد المؤسس عبدالله الاول الذي قضى في رحاب الاقصى الاسير، وسار من من بعده وعلى نفس الدرب من شعبك الوفي هزاع ووصفي ومعاذ وثلة من الشهداء الابرار.
معاذ ذلك الطود الشامخ الذي واجه بعزيمة الرجال مرفوع الراس والجبين والتسليم الكامل لارادة الله امام اعداء الله وأئمة الظلام، دون ان ينحرف عن مبادئ الرجولة والعسكرية المصطفوية العربية الاردنية، مستذكرين الراحل الكبير الحسين بن طلال طيب الله ثراه حين قال فينا « هذه الجباه لن تركع الا لله عز وجل «.
لقد سطرت يا سيدي الشهيد البطل ملحمة حسينية جديدة ودرساً خالداً في الشهادة لا زوال له الى الأبد وجعلت معنىً كبيراً للاستشهاد تبعث فينا جميعاً الشوق للتضحية والفداء في سبيل الله والوطن والدين الحق واظهاره.
كلنا شعب واحد خلف القيادة الراشدة وقواتنا المسلحة فرسان الحق ومدرسة الرجولة الذين اعلوا رايات الفتح المبين خفاقة في العلياء والذرى على الارض التي يفوح منها عبق الشهادة والمجد والعزم والبطولات، ارض مؤته واليرموك والكرامة، فنحن احفاد الشهداء كلنا مشاريع شهداء دفاعاً عن تراب الوطن وحفاظاً على أمنه واستقراره وكرامة ابنائه.