سَنه صَعْبه يَا دولة الرَّئيس...

 

سَنه صَعْبه يَا دولة الرَّئيس...

 

كلّما استمعت إلى أغنية كاظم السَّاهر (والله دِنْيَا وموالها المرافق...) ذات الأحاسيس المحزنه والعاتبه؛ إلّا وكنت أمام طيف دولة معروف البخيت، وشعرت أنَّ كلماتَها موجَّهةٌ إليهِ على لسانِ كلِّ واحدٍ منّا، ونقولُ لكَ:

 

يادولة الرَّئيس: ضاقت علينا كأنَّها تابوتُ...، أُتْرك عَنك (طُوْلَةْ الْبَالْ) فليس محلّها الآن، ولن تُغني عنك وعنّا من شيئ...، ولن تُنقذْ ما تبقّى من شعاعِ رجاءٍ  فيك وفينا...، ويوشك أنْ يموتْ... .

 

عَجِّلْ...، عَجِّلْ...، فالزّمانُ الرّديء بما فيه من فسادٍ وظلمٍ وفشلٍ؛ قَد سحق مشاعرَنا...، عَجِّل...، فالأوانُ يفوتْ...، فَلِمَ تجعلنا نبكي ونندمُ في غدٍ على ألحانِ أُغنيةِ: (وآآآضعيتاه) التي لن تكون كلماتها على ألسنتنا أكثر أو أقلّ من: يا تعبنا... يا سهرنا... يا قهرنا... ويا رِدَاْنَا... ؟

 

الأوطانُ كالأم...، تستقبل أولادها إن أقبلوا...، وتوادعهم بصمت إنْ همُ أثقلوا...، فلنحذر من أن نغيب ويغيب وطنُنا مودِّعاً...، فبعد الرّحيل يا دولة الرّئيس؛ لا ينفع الياقوتُ... !

 

دِعنا نَجزمُ...؛ بأنََّ هذه السََّنة صَعْبهْ...، وليست مثل كلّ سَنهْ...، هَذه السّنةُ ليس فيها لنا خمرٌ، بل أمر...، وفيها منّا إمتثالٌ لا احتفالْ...، فالوَطنُ يادولة الرَّئيس يبتسمُ ويضحكُ ويُغنِّي...ولكن أقولها لي ولك بكل أسف...؛ داخلَهُ جِدّاً حَزينْ... .

 

ونعلم أنّنا كلّما حاولنا أن نُغني له...؛ صَمتَ وصمَّ ...، فيُسْكِتُنَا  ليقول لنا: لست بحاجةِ لَحْنِكمُ اليائسِ المُحبطِ المستسلمِ  لوترٍ واحدْ...، ولا يعرف سوى دَنْدَنة الماضي، وعزف أنغام الدّموع... .

 

متى يادولة الرِّئيس؛ نضعُ نارنَا وذكرياتِنا وصُورةَ أَردُنِّنَا بينَ الشّموعْ، وليس غَيرهُ ما يُشْغِلُ الجِلْسةَ كَقمرٍ بين الأردنيين...، فيضمّنا ونضمّه...، ونحتفل سويّةً في آخر السِّنة بعيد ميلادهِ وميلادنِا الجديدين...، وعندئذٍ...؛ لن نضيع من يَديْهِ أبدا...، ونغني مُجتمعين: سنه حلوه يا حبيبي وين كنّا بكل سنه؟

 

وبرجاء يا دولة الرّئيس...برجاء؛ (حِط عَ النّار)...واطْفِئْ فِينا بُرْكانَ حبٍّ وغِيْرةٍ وطنيّهْ....، فَلن أُخفٍكَ قَولاً يقيناً صَادقاً...؛ بأنّه الآن فِينا مَكبوتٌ هائجٌ وهائجٌ مكبوتُ... !؟

 

بَلَدِيَ الْحَبيبْ: أَنا ونَاري وذكريَاتي وصورتَك بين الشُّموعْ...، ودِّي أضُّمَّك يا حبِيبيْ...، وِدِّيْ أبوسك يَا حَبِيبيْ...، ودِّي لَكِنْ ...والله دنيا...!