شكرا للملك وشكرا للجيش..ولكني احذر!!

.اجمع الاردنيين و العرب والعالم بأن جريمة قتل الشهيد الطيار معاذ الكساسبة جريمة بشعة ولا تمُت للاسلام ولا الى الاعراف الدولية باْي صلة .
استطاع الملك عبد الله الثاني ادارة هذا الملف بذكاء وحنكة منذ ان وقع الكساسبة رهينة بأيدي داعش حتى خبر استشهاده، واستطاع ان يجعل كل العرب والعالم يتجهوا بانظارهم الى الاردن وهم يفكروا بردة فعل الاردن على جريمة داعش باحراق الكساسبة .
تعامل الملك والاجهزة الامنيّة والجيش بكل صبر وادارة ولم يتعامل بردة فعل، ربما نخسر بها اكثر ، فقد ردَّ الاردن على جريمة داعش باْن اعدم اثنين من الارهابيين المسجونين في سجوننا هم ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي والذين كانوا محل مفاوضات مع داعش وتم اعدامهم بالمشنقة وليس حرقا وتم الصلاة على ارواحهم ودفنهم حسب الاصول وحسب الشريعة الاسلامية .
وهذا اجراء يحسب للاردن باْنها دولة راسخة في التاريخ وتدار بطريقه اداريه صحيحه ،وبعد هذا اجتمع الملك مع قادة الاجهزة العسكرية وتم وضع خطة وبدائل عديدة ، وعليه قرر الملك ان يتم ضرب عصابة داعش في معقلها ودون الرجوع او انتظار دول التحالف .
وفعلا بدأت المهمة وتم تدمير الكثير من مواقع داعش المهمة والمنتقاه في الرقة والموصل وقتل العشرات منهم من قبل صقور سلاح الجو الملكي من خلال عدد كبير من الطلعات وعادوا الى مواقعهم سالمين .
وهنا اثبت الاردن للمرة الثانية بانه دولة تخطط وتنفذ دون الرجوع الى الغرب كما كان يعتقد البعض باننا نعود للغرب وخصوصا امريكا بايقرار ،لا بل اعطيناهم درسا كيف يكون الرد وكيف تدار الدول .
وهنا اقول شكرا للملك وشكرا للجيش وشكرا لكل الاجهزةالامنية والدولة الاردنية ولكننا لا بد ان نفرق بين هزيمة هذه العصابة الارهابية داعش وبين القضاء عليهم .فهزميتهم واردة ولكن القضاء عليهم مستحيل ،لذلك اُحذر من ردة فعل عصابات داعش على الاردن من خلال الخلايا النائمة التي تتبع لهم او لفكرهم في الاردن بان تقوموا باعمال ارهابية تمس امن البلد كتفجيرات وعمليات قتل واختطاف ،واني لا استبعد اي عمليه تقوم به عصابات داعش ،فنحن في بلد به عشرات الجنسيات وعشرات الثقافات والافكار والانتماءات .
لذلك علينا الحذر كمواطنين واجهزة امنيّة بان لا نجعل الفرح بضرب داعش، يُنسينا ردة فعله ،وادعوا كل مواطن ان يكون رجل امن وان تكون عينيه مفتوحة وان يبلغ عن اي شخص او سيارة تثير الشكوك ،وعلى رجال الامن والجيش وجميع منتسبين الاجهزة الامنية بان يكونوا متيقظين في كل مواقعهم دوما، وان تبتعد عن حسن النية بالتعامل في هذه الظروف الاستثنائية.
واقول لبعض وسائل الاعلام كفى استضافات وتحليلات بفكر داعش فكل الاردن والعالم اصبح يعرف ان فكره ارهابي ولا يمت للاسلام بصلة فاين المعلومة التي تضيفها هذه اللقاءات .
ولدول العربية والغربية اقول ما دام الاردن دخل هذه الحرب بقوة فعليكم دعمه ماديا ومعنويا ومن خلال تزويده باحدث الاسلحة والطيران الحربي .
فالجميع يقول ان داعش عصابة اجرامية ارهابية وهم فعلا عصابة ولكنهم اصبحوا عصابة منظمة وقوة لا يستهان بها ، فمجرد ان يرتدي قتله الكساسبة في الفيديو لباسا عسكريا موحدا واحذية موحدة ويحملون سلاحاً موحداًويقفون وقفة موحدة اذن هم مدربون ومنظمون وهذه كانت رسالة منهم للعالم باننا اصبحنا قوة عسكرية منظمة، لذلك على الجميع دعم الاردن للقضاء على هذه العصابة .
شكراجلالة الملك على ادارتك للملف بطريقة ذكية وحنكة عسكرية من تخطيط وتنفيذ ، فقد اثبت للعالم بان عظمة الدول لا تقاس بالمساحة ولا بعدد سكانها ولا بدخل الفرد السنوي ولكنها تقاس بعظمة حكامها . .