ألحق أن أم الشهيد معاذ تشبه أمهاتنا جميعاً، فهي تحمل في قلبها النابض بالخير والأمل طيبة الأمهات جميعاً، وفي ملامح وجهها شيئا من عبق سماء وزهور ربيعية تزهر هذه الأيام في جبالنا وسهولنا الأبية.

السيدة الكركية التي احتسبت ابنها الشهيد في منزلة عظيمة بكرم من الله، ما يزال لسانها يلهج بالدعاء لابنها، وتدعو معها نساء الأردن وأسراب العصافير والغيم الذي مس جناح طائرته حين صعد النسر ليكون من الله أقرب.

كلنا أبناء هذه السيدة التي نقصر أمام قامتها العالية، وصبرها وتجلدها وتضحياتها، وعشقها لهذا الوطن الذي يصوغ المثل.. لمن عازه المثل.

موقفك يا سيدتي، يا أم معاذ.. يا أم الرجال، يعانق الذرى ويؤكد عزائمنا في أن نكون للوطن.. نفدي ترابه الغالي بالمهج والأرواح.

موقفك يا أم معاذ.. منارات لمن ضل السبيل، وآن له أن يعود إلى الصف، ففي الأردن كلنا معاذ.. قول واحد، فصل، لا يقبل القسمة ولا التغيير أو النسيان.