معاذ ربح - «داعش» خسر
أخبار البلد - موسى سليمان العايد
قال تعالى «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه, فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر, وما بدلوا تبديلا».
معاذ رحمه الله من أولئك الرجال الذين صدقوا ووفوا على ما عاهدوا, لم ترهبه الطغمة الفاسدة, ولم تغره عروضهم الباطلة, وبقي صلباً في موقفه, ثابتاً على مبدئه, راسخاً في عقيدته, كاسراً اوهام المفسدين, ضارباً اروع الامثلة في ايمان المؤمنين وصبر الصابرين المتوكلين على الله رب العالمين.
معاذ رحمه الله قد ربح الدنيا والاخرة, فهو قد ربح في دنياه اخلاصه وتفانيه لخدمة وطنه وأمته وشعبه, وربح في اخراه الشهادة والنعيم باذن الله وجنة عرضها السماوات والارض اعدها الله للشهداء المؤمنين.
لقد ربح معاذ رحمه الله ان ترك والدين يدعوان الله له ويترحمان عليه ومعهما كل الاردنيين ويفتخران به أمام جميع الخلائق انهما انجبا بطلاً كان باراً بوطنه, باراً بأهله وعشيرته وأمته.
وبالمقابل ماذا افاد المفسدون بقتله؟ لا شيء, بل هم قد خسروا الدنيا والآخرة وجعلوا قلوباً كثيرة تنصرف عنهم ووجوها كثيرة تعرض عنهم لأن ما قاموا به لا يوافق خلقاً ولا ديناً ولا حتى ذرة حياء ولا نقطة رحمة أو صلاح في قلوب هؤلاء المتعفنين, المارقين من الاسلام ومن كل اخلاقيات الحياة.
لو كانت معاملة الاسرى كما فعل هؤلاء المجرمين لسمعنا بهذا في التاريخ, ولو كانت المعاملة بين الجيوش المتحاربة كهذه المعاملة لسمعنا بها يقيناً, ولكن ذلك لم يحدث لا في الأولين ولا في الآخرين, ولم تتعامل به أي دولة او مجموعة على وجه الارض.
لقد خسر هؤلاء المفسدون, بأن عاثوا في الارض فساداً وجعلوا من ارواح المؤمنين المخلصين وقوداً لنار احقادهم وصيروا نفوس الخاشعين المتبتلين جسراً يعبرون به الى مطامعهم والى نار الجحيم.
فطوبى لك يا معاذ وهنيئاً لك مقعد الشهادة عند مليك مقتدر.