ارواح لا تحترق ..






منذ حادثة ابني آ دم اذ قربا قربا ناً فتقبل من احدهما فقال الاخر لاقتلنك ... فقتله ثم اصبح من النادمين ... منذ ان اوقد النمرودُ ناره التي اشتعلت حتى وصلت عنان السماء يبغي حرق الروح الطاهرة ... لكن الله حرمها على نار النمرود فكانت بردا وسلاما ... ذهب النمرود إلى حيث يلقى حسابه العادل وبقيت الروح الطيبة الطاهرة خالدة تنير الدروب وتؤنس وحشة كل مكروب... منذ ان اعدّ تبع اليمن اخدوده المشهور واقام محرقته سيئة الذكر ... اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ... ذهب التبع والنمرود وبقيت الارواح الطاهرة عصيّةً على لهيب النيران وحراب الجلادين.... منذ بدء الخليقة ... كانت مشيئة الله تهلك تلك الانفس الامارة بالسوء وتلك الايدي الملطخة بدم الابرياء وتبقى الريح العطرة فواحة من تلك لارواح الطاهرة والنفوس المطمئنة لتعاليم الله الحقة الصحيحة التي تجسدت بنبي الرحمة المهداة للعالمين وصحابته الغر الميامين من من ترفعوا عن هدم الصوامع وقطع الاشجار طهرا وتقوى واتقاء لعذاب النار

معاذ ايها الصقر الاردني ... هم اذ حفروا الاخدود واشعلوا نيران الحقد الدفين فقد اشعلوا نارا لن تحرق الا قلوبهم باذن الله ... وستبقى روحك ايها الشهيد ترفرف خضراء يانعة فوق سماء الوطن الغالي من سفح شيحان الى سهل اربد ..
لقد خاب ظنهم اذ ما عرفوا ان صقور الاردن اعتادت على التحليق عاليا في السماء لا يضيرها ولن يضيرها يوما سكان الجحور والاوكار من حمالي الحطب ونافخي الكير تحت اللهب الذين تولّوا مفسدين في الارض ومقطعين للارحام .

معاذ ايها الصقر الشهيد ... عشت صقرا عزيزا شامخ الراس مرفوع الهامة واختارك الله لجواره نفسا مطمئنة ... اما تلك الايدي الملطخة بالعار وبدم الابرياء فانها ستعرف قريبا ان الطوفان قادمٌ لا محالة صوبها ولا عاصم لها من امر الله .. وستعرف ان رفاق ذلك الصقر الابي ما عرف قاموسهم (النوم على المذلة ) لكنه علمهم في ميادين الشرف والرجولة درس ( الموت ولا المذلة) ...

طلائع الجيش العربي المظفر وصقوره الجارحة من سرب معاذ لكم بالمرصاد ... صقورٌ عربيةٌ حرّةٌ سلّحتها القيادة بحب الوطن وافتدائه بالمهج الارواح كما سلحتها بتعاليم الاسلام السمح الرضي وعلمتهم مجالس الرجال انهم قومٌ يموتون دون الوطن والاهل والعرض وانهم كاسلافهم دوما ياخذون الحق (بالصاع الوافي ) ..... ياخذون( الحق على روس الاشهاد يتمختر ... وما ياخذوا الحق شحده وعطيّه) ... سدد الله رميكم يا رفاق معاذ ...ذعّارين لللعدى طلابين للدين ... طلابين للقصاص العادل من سدنة النيران الملتهبة حقدأً مستعراً لمن في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضا .

يا غارة الله شدّي ازر سربنا الاردني المقاتل .. اللهم نسألك ان تسدد رميهم وتقذف الرعب في قلوب اعدائهم
(وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ) صدق الله العظيم

صالح ابراهيم القلاب