قصيدة رثاء في الشهيد البطل معاذ الكساسبة
عاصفة الكلمات
تجتاحني عاصفة الكلمات..... تصدمني صورة الغيمات
فتمطرني يوم حب و عصف وموت وميلاد جملة الآهات ...
عاصف يومك يا وطني وحرائر عي من العي تعتلي الشرفات
بحثا عنك يا زين الشباب ولون القباب يا أول الطلقات وزغرودة الأمهات.
آه منك آه يا كلمات ...
ترشدني تالا إلى الباب ...أبي أبي من هنا الباب
فيصدعني صوت خلف الباب ...
ترى عاد الشباب أم هو الذهاب ...فمتى الإياب
صورة القوافل ..لون الغروب ...تعب الحوامل
رسوم ووشوم نقش وحجرسهول وجبال واد وتلال
جمع الرفاق صحو الجنود بانتظارك يا همام
غيب غيم .....تراه يعوده لعله سيعود
ولكن
مع الفجر مع صوت الشهادة الشهادة الحياة
هو الفراق يا معاذ إذن
أنبذك يا فراق فأعد لي البراق
آمرك يا فراق أن تبتعد ... فنحن رفاق
تهزني يا أماه رائحة الشهادة ...
يوقظني يا أبت صوت البطولة
من أنت يا فراق خذ بعضك وامش بعيدا ...بعيدا بعيدا
فقد حان اللقاء وهذا موعد الصلاة ولا إله إلا الله
ترشدني تالا وصوت خلف الباب كأنه صدى الكلمات رائحة النباتات ....
أستجمع الحكاية وتبتزني الحروف ...
م ع ا ذ
ميم يلمع ..عين يطلع .. ألف ينبع .. ذال يسطع
خذ بعضك يا فراق وامش واترك لي اسمي فهو ما تبقي لي من أمسي
ولا تعد ..... فغدا ألقى الحبيب ولا تحزن فقد تركت لك رمسي
تعاودني رغبة الخروج فأبحث عن الباب ...
يوقظني صوتك يا معاذ خلف الباب ...
أمي تصب في رغبة البكاء ...
فألمح طيفك صاعدا يزاحم العنان
ويقيني أبد أن مكانك السماء
أكتبك شعرا .. أرسمك قمرا.. تردني الكلمات ...أين الخطوات.... الضحكات
يردني صوت أمي تبكي الغياب ...
وابتسامتك ما برحت تهز ضميري ...تقلق أركاني بركان ثائر في وجداني.
أنا الذي ما كنت يوم الميعاد ...
وانت وحدك في الميعاد ...
آه من زرعك يا معاذ ...
كيف تخضر السماء يوم ميلادك تعلن الزفاف ...
والأرض راضية بقدر الله ...
من للأرض حين تجدب الأنحاء ...
من للخبز حين يحفى في العراء ...
من لبعضي وكلي وغيري حين يغيب الأنبياء ...
صوت أبي " صافي " ينادي اسمك يا معاذ ...
وأمي تركت صاجها وأطفات نارها وافترشت همومها ...
حدقت بمصاغها وتاهت نظراتها ، بحثت في خيالها عن صورتها
عن خيال يشبهك ...... يدانيك ..... يقربك ، ولكن
آه منك آه يا كلمات
الدكتور سلطان عيسى سنين الشعار
مشرف اللغة العربية في تربية الزرقاء الثانية